في واقعة غير مسبوقة هزّت أروقة «البنتاغون» وأثارت عاصفة من التساؤلات، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية قبولها تبرعا مجهول المصدر بقيمة 130 مليون دولار لتغطية رواتب ومزايا الجنود العالقين في أزمة الإغلاق الحكومي.
البيان الذي بدا أقرب إلى مشهد من فيلم سياسي مثير، أكّده المتحدث باسم الوزارة شون بارنيل، موضحا أن التبرع تمّ بموجب «صلاحية قبول الهدايا العامة»، وبشرط استخدام المبلغ حصريا لتعويض رواتب العسكريين.
خطوة وُصفت بأنها «إنقاذ غامض» وضعت المؤسسة العسكرية الأمريكية أمام سؤال واحد كبير: من المتبرع الذي أنقذ «البنتاغون»؟
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» شون بارنيل: «في 23 أكتوبر 2025، قبلت وزارة الحرب تبرعا مجهولا بقيمة 130 مليون دولار بموجب سلطتها العامة لقبول الهدايا».
جاءت هذه المساهمة في الوقت الذي يواجه ملايين الموظفين الفيدراليين عدم صرف رواتبهم وإغلاق المكاتب في اليوم الـ24 من الإغلاق الجزئي للحكومة، وهو ثاني أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة.
لكن الخبراء حذروا من أن الإدارة قد لا تتمكن من صرف الأموال بشكل قانوني دون موافقة «الكونغرس».
وقالت مديرة سياسة الميزانية والاستحقاقات في معهد كاتو الليبرتاري رومينا بوكيا: «نرحب باعتراف الوزارة بنية هذا المتبرع، لكن ذلك لا يغير القيود القانونية المفروضة على الكونغرس بضرورة تخصيص أموال لدفع رواتب العسكريين».
وقالت بوكيا إن القانون الحالي لا يسمح للجيش بقبول الهدايا الخاصة إلا لأغراض محدودة، مثل تمويل المدارس أو المكتبات أو المرافق، أو مساعدة الجنود المصابين أو القتلى أثناء أداء واجبهم.
وقالت: «الطريقة الوحيدة للتغلب على هذا القيد هي أن يقرر الكونغرس إعادة تصنيف رواتب الجنود على أنها نفقات إلزامية أو مباشرة».
تمنح المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة «الكونغرس» سلطة التصرف في الميزانية، بما في ذلك سلطة تخصيص الأموال للرواتب الفيدرالية.
وأكد مسؤولو الدفاع أن الوزارة قبلت التبرع «بموجب سلطتها العامة في قبول الهدايا»، لكنهم رفضوا الإفصاح عما إذا كان المتبرع مواطنا أمريكيا أم أجنبيا.
وفقا لقواعد الأخلاقيات في «البنتاغون»، يجب فحص الهدايا التي تزيد قيمتها على 10 آلاف دولار للتأكد من أن المانح ليست له مصالح «متأثرة بشكل كبير» بالهدية، ويخضع المانحون غير الأمريكيين لفحص إضافي.
وقال محلل الميزانية تود هاريسون من معهد أمريكان إنتربرايز لـ«Politico» إن حجم التبرع يسلط الضوء على مدى خطورة الأزمة.
ووفقا للبيت الأبيض، بلغت تكلفة رواتب العسكريين في النصف الأول من أكتوبر نحو 6.5 مليار دولار.
وقال هاريسون إنه بناء على هذا الرقم، فإن الهدية البالغة 130 مليون دولار لن تغطي سوى نحو ثلث راتب يوم واحد.
أخبار ذات صلة













