- المغامس: بدأنا خطوات لدمج التقنيات الحديثة ضمن برامج «الهلال الأحمر» لرصد الاحتياجات الميدانية
حنان عبدالمعبود
دشنت جمعية الهلال الأحمر أعمال «مؤتمر الهلال الأحمر الخليجي الأول للذكاء الاصطناعي»، والذي تنظمه بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تحت شعار «نحو آفاق جديدة في العمل الإنساني والإعلام الإنمائي – استثمار قوة الذكاء الاصطناعي»، وذلك في الفترة من 22 إلى 23 الجاري في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وانطلقت أعمال المؤتمر بكلمة ألقاها نائب مساعد وزير الخارجية عزيز الديحاني، ثمن خلالها أهداف المؤتمر الذي يجمع بين العمل الإنساني والذكاء الاصطناعي، في خطوة تجسد ريادة الكويت في دعم القيم الإنسانية وتعزيز التعاون الخليجي المشترك.
وقال «إن انعقاد مثل هذا المؤتمر في هذه المرحلة المهمة من تطور العمل الإنساني، يعكس إدراكنا العميق للتحديات المتسارعة التي تواجه مجتمعاتنا، ويبرز أهمية توظيف التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، كأداة فعالة لتعزيز قدرات المؤسسات الإنسانية، ونقل الحقائق بموضوعية، وتقديم الاستجابة السريعة للمستفيدين من خدماتنا الإنسانية، بما يواكب التطورات العالمية ويحقق الأثر المرجو، لافتا الى أن هذا المؤتمر يمثل فرصة فريدة لتبادل الخبرات ومناقشة أفضل الممارسات، وتطوير المبادرات التي ترتقي بالعمل الإنساني والإعلام الإنمائي إلى مستويات جديدة، بما يضمن الاستدامة والفعالية في تحقيق أهدافنا المشتركة على مستوى دول الخليج والمنطقة العربية.
وأضاف «إن استثمار المعرفة والابتكار في خدمة الانسان، هو الهدف الأسمى الذي نسعى اليه وتوظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يشكل خطوة استراتيجية محورية لتحقيق رؤية الكويت 2035 نحو مستقبل أكثر اشراقا يتميز بالاستقرار والازدهار ويعزز من مكانة العمل الإنساني الخليجي في أرقى المستويات».
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي السفير م. خالد المغامس» إن العمل الإنساني يمثل إحدى الركائز الأساسية في سياسة الكويت ورسالتها الحضارية الممتدة عبر عقود، ولا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر إلى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد على دعمه الكبير للعمل الإنساني وحرصه على تعزيز دور الكويت الإنساني إقليميا وعالميا».
وأضاف «إن هذا الدعم السامي هو مصدر فخر واعتزاز ويشكل دافعا لنا في جمعية الهلال الأحمر الكويتي للاستمرار في أداء رسالتنا الإنسانية بكل التزام ومسؤولية»، مشددا على أن جمعية الهلال الأحمر ستواصل مسيرتها الإنسانية تحت شعار «بذل وعطاء»، هذا الشعار الذي يجسد جوهر رسالتنا ونهجنا الثابت في خدمة الإنسانية دون تمييز، وإننا نعتز بأن يكون هذا الشعار نبراسا لكل ما نقوم به.
وأوضح المغامس أن العالم يشهد تحولات متسارعة بفعل الثورة الرقمية والتقدم التكنولوجي، وأن الذكاء الاصطناعي أصبح من أبرز الأدوات التي تسهم في تطوير العمل الإنساني وتعزيز كفاءته، لافتا إلى أن في هذا الإطار بدأت جمعية الهلال الأحمر الكويتي خطوات عملية لدمج التقنيات الحديثة ضمن برامجها سواء في رصد الاحتياجات الميدانية أو إدارة قواعد البيانات أو تحسين سرعة الاستجابة في حالات الطوارئ.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا في العمل الإنساني، من خلال التنبؤ بالكوارث الطبيعية وتحليل البيانات الضخمة لتوجيه المساعدات للمناطق الأكثر حاجة وتسهيل إعادة الروابط العائلية بين اللاجئين والمهاجرين، وهو ما يتماشى مع رسالتنا في تقديم العون للمستضعفين بأعلى درجات الاحترافية والسرعة.
وشدد على أن الاستثمار في هذه الأدوات الذكية لن يكون بديلا عن القيم الإنسانية التي نؤمن بها، بل هو وسيلة لتعزيزها وتوسيع أثرها والوصول إلى الإنسان في أي مكان بأقل وقت وأعلى جودة ممكنة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلا عن العاملين في الميدان بل سيكون معينا لهم ومسرعا لوصولنا إلى من يحتاجون إلينا.