أكدت رئيسة مشروع المستودع الرقمي في المركز الوطني للمعلومات العلمية والتكنولوجية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية فاضلة تقي أن إطلاق الإصدار المطور من المستودع الرقمي KISR Digital Repository» KDR» يمثل خطوة نوعية في تطوير البنية التحتية الوطنية للبحث العلمي، ودعامة أساسية نحو مجتمع علمي أكثر انفتاحا واستدامة.
وقالت تقي إن تطوير المستودع الرقمي يأتي ضمن التوجه الاستراتيجي للمعهد نحو تبني حلول الحفظ الرقمي، بوصفها الركيزة الأهم التي تضمن صون النتاج المعرفي والمؤسسي، وضمان استمراريته بعيدا عن مخاطر الضياع أو التلف بفعل تقادم الوسائط أو تغير التقنيات، مشددة على أهمية الإتاحة المستدامة لهذا الإنتاج أمام الباحثين والدارسين وصناع القرار.
وأضافت أن الحفظ الرقمي يعد عنصرا محوريا في تعظيم الأثر البحثي والتنموي للمشروعات العلمية، من خلال إعادة استخدام مخرجاتها في مبادرات مستقبلية، وهو ما يعزز من تراكم المعرفة وتفعيل دورها في التنمية الوطنية.
وأشارت إلى أن المركز الوطني للمعلومات العلمية والتكنولوجية شرع منذ سنوات في تأسيس مستودع رقمي لحفظ الإنتاج العلمي الصادر عن المعهد، بدءا من التقارير الفنية الخاصة بمشاريعه البحثية، ليكون ذلك اللبنة الأولى نحو مستودع وطني شامل يوثق الناتج العلمي المحلي لدولة الكويت.
وبينت أن المرحلة الأولى من المشروع شملت إنشاء مختبر رقمي متكامل لتنفيذ عمليات الرقمنة محليا، باستخدام أجهزة متخصصة ونظام لإدارة الرقمنة DAF، تم تطويره بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، مستفيدة من خبرتها التقنية في هذا المجال، وهو ما أسهم في إضفاء خصائص متقدمة على منصة KDR.
وأثمرت هذه المرحلة رقمنة أكثر من 10000 تقرير علمي وفني لمشروعات المعهد، إلى جانب مجموعة من الدراسات والمبادرات الحكومية والوثائق الأخرى، ما أتاح الوصول المفتوح إلى هذه المخرجات البحثية، وعزز من نقل المعرفة وتداولها على الصعيدين الوطني والدولي.
منصة رقمية
وقد صمم الإصدار المطور من «KDR» وفقا لمنظومة رقمية حديثة تواكب أحدث التقنيات، مما يرفع كفاءة الأداء، ويوسع نطاق التعامل مع مختلف أشكال المحتوى العلمي والمعرفي. كما يتيح للباحثين والأكاديميين سهولة الوصول إلى الإنتاج العلمي، ويسهم في تعزيز تبادل المعرفة والتعاون بين المؤسسات العلمية.
وأضافت: يعد «KDR» مشروعا وطنيا رائدا لحفظ الذاكرة المؤسسية للمعهد وصون التراث العلمي للكويت، ليبقى متاحا للأجيال الحالية والمقبلة، ورافدا أساسيا لدعم الدراسات والأبحاث المستقبلية، مشيدة بالدور البارز الذي اضطلعت به مكتبة الإسكندرية في تطوير الإصدار الجديد للمستودع الرقمي، مؤكدة أن مذكرة التفاهم المبرمة معها منذ عام 2011 أسهمت في الاستفادة من خبراتها المتقدمة في بناء وتشغيل المستودعات الرقمية، من حيث البنية التقنية، ومعايير إدارة المحتوى، وسهولة الوصول إلى البيانات والمعلومات العلمية.
وتابعت: يعد هذا الإنجاز حدثا مهما نحو تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية لقطاع العلوم والتكنولوجيا، ولم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير من الإدارة العليا في المعهد. ونأمل أن يشكل الإصدار إضافة نوعية تواكب تطلعات الكويت نحو مجتمع علمي ومعرفي متطور.