دارين العلي
أكد رئيس قوة الإطفاء العام اللواء طلال الرومي أن الكويت تتبنى وبتوجيهات قيادتها الحكيمة نهجا وطنيا متكاملا في إدارة الكوارث والمخاطر، يرتكز على الاستعداد المبكر، والاستجابة السريعة، والتعافي المستدام، وذلك توافقا مع إطار «سنداي 2015-2030».
جاء ذلك خلال رعايته وافتتاحه احتفال «اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث» تحت شعار «تمويل المرونة لا الكوارث» التي نظمتها الجمعية الكويتية لحماية البيئة بالتعاون مع قوة الإطفاء العام وبمشاركة عدد من الجهات والمنظمات المحلية والعربية وممثلين عن الأمم المتحدة.
وقال الرومي إن هذا اليوم ليس مناسبة احتفالية فحسب، بل هو دعوة للعمل والمسؤولية، لافتا إلى أن العالم من حولنا يشهد تحديات متسارعة من تغيرات مناخية، وكوارث طبيعية، ومخاطر بشرية متزايدة ولا سبيل لمواجهتها إلا بالتخطيط، والوعي، والتعاون، والاستعداد.
وأضاف: «انه ينسجم مع أهداف دولة الكويت التي تضع الإنسان في صدارة الاهتمام، ولاسيما مخرجات الاجتماع الوزاري العربي السادس والذي استضافته الكويت برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف ومخرجات الاجتماع بصياغة إعلان دولة الكويت.
وشدد على أن الوقاية ليست مسؤولية جهة واحدة، بل هي واجب وطني وإنساني مشترك، يبدأ من الفرد وتتشارك فيه الجهات الحكومية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية، لخلق ثقافة مجتمعية واعية تدرك قيمة السلامة قبل وقوع الخطر».
بدورها، قالت رئيسة الجمعية الكويتية لحماية البيئة رئيسة اللجنة الوطنية لمنظمات المجتمع المدني للحد من مخاطر الكوارث ورئيسة الفعالية د.وجدان العقاب إن هذا اليوم اكتسب أهميته مع ارتفاع وتيرة الكوارث المتعلقة بالتغير المناخي، وفقا لدراسة نشرتها الأمم المتحدة، حيث ارتفعت الكوارث المتعلقة بالمناخ بمعدل 83% بين عامي 2000 و2019 مقارنة بالفترة بين 1980 و1999، مما يؤكد الحاجة الماسة لمواصلة الجهود الوقائية».
من جانبه، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم بالكويت بكلمة ألقاها ناصر الشطي إن شعار «تمويل المرونة لا الكوارث» يعكس رسالة الأمم المتحدة الواضحة: الاستثمار المسبق في الوقاية والجاهزية، والقدرة على المرونة، هو الطريق الأفضل لحماية الأرواح وسبل العيش، وتنطلق هذه الرسالة الأممية من إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث 2030-2015، ومن الالتزام الجماعي بتعزيز حوكمة المخاطر، والإنذار المبكر متعدد الأخطار، ودمج الحد من المخاطر في التخطيط التنموي والاستراتيجي».
وشكر الشطي في هذا السياق، الكويت على قيادتها الإقليمية واستضافتها المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث الذي عقد في مدينة الكويت من 9 إلى 12 فبراير من هذا العام وبإشراف وتنظيم استثنائي من قوة الإطفاء العام وباقي المؤسسات الحكومية، تحت شعار «بناء مجتمعات عربية قادرة على الصمود: من الفهم إلى العمل، حيث وفر المنتدى منصة جامعة لحكومات المنطقة ووكالات الأمم المتحدة والشركاء لمناقشة الحوكمة والاستثمار القائم على المخاطر والتأهب والتعافي».
وفي كلمته المسجلة، أكد مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية والمسؤول عن آلية الحد من الكوارث العربية بجامعة الدول العربية، الوزير المفوض د.محمود فتح الله أن «جامعة الدول العربية تهتم بتعزيز آليات التنسيق بين الدول العربية في مجال الحد من مخاطر الكوارث، وفي هذا المجال عقد الأسبوع الماضي في الفترة من 14 إلى 16 الجاري بمملكة البحرين الاجتماع السابع الآلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في مجال مواجهة الكوارث وبناء مجتمعات أكثر صمودا واستدامة، وتم طرح العديد من المبادرات النوعية».