في تصعيد دبلوماسي يهدد بتعطيل العلاقات التاريخية بين كندا وإسرائيل، أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، اليوم (الاثنين)، التزامه الكامل بأمر الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن أي محاولة لدخول نتنياهو الأراضي الكندية ستؤدي إلى اعتقاله الفوري.
ورد كارني بـ«نعم» على سؤال الصحفية البريطانية ميشال حسين، حول ما إذا كان سيتم اعتقال نتنياهو إذا وصل إلى كندا، مشدداً: «نحن نحترم القانون الدولي، وسنلتزم بكل قرارات المحاكم الدولية، كما فعل سلفي جاستن ترودو».
موقف كندي ثابت
وأضاف كارني أن هذا الموقف يعكس «قيم الكنديين الأساسية» في دعم العدالة الدولية، مشيراً إلى أن قرار كندا الأخير بتأكيد دولة فلسطينية في الأمم المتحدة كان رد فعل مباشراً على «أفعال حكومة نتنياهو التي تهدف إلى إنهاء أي إمكانية لدولة فلسطينية، مخالفة لميثاق الأمم المتحدة وسياسة كندا منذ 1947».
وأكد رئيس الوزراء الكندي أن هذا الالتزام لا يتعارض مع دعوته لوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق حل الدولتين، لكنه ضروري للحفاظ على مصداقية كندا دولياً.
ويأتي تصريح رئيس الوزراء الكندي، الذي أدلى به خلال مقابلة مع برنامج «The Mishal Husain Show» على «بلومبرغ»، في سياق التزام كندا كعضو مؤسس في المحكمة الجنائية الدولية بتفعيل قراراتها، لكنه أثار غضباً إسرائيلياً شديداً، حيث وصفه مستشار أمني مقرب من نتنياهو بأنه «خيانة لإسرائيل»، ودعا كارني إلى إعادة النظر في موقفه قبل فوات الأوان.
جذور الأزمة بين كندا وإسرائيل
تعود جذور الأزمة إلى نوفمبر 2024، عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك استخدام «التجويع كوسيلة حرب»، وتوجيه هجمات متعمدة ضد المدنيين، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين آخرين.
وكانت مذكرات المحكمة الجنائية الدولية الأولى من نوعها ضد قادة دولة غربية تصف نفسها بأنها «ديموقراطية» وأثارت جدلاً دولياً حاداً، حيث رفضت إسرائيل القرارات معتبرة إياها «مسيئة سياسية» و«غير ملزمة»، بينما رحبت بها منظمات حقوقية ودول مثل إسبانيا، وإيرلندا، حيث أكدت استعدادها لتنفيذها.
إسرائيل ترد على كارني
لم يتأخر الرد الإسرائيلي، حيث نقلت وسائل إعلام عبرية عن مستشار السياسة الخارجية لنتنياهو أوفير فالك وصفه تصريحات كارني بأنها «خيانة صارخة لإسرائيل»، قائلاً: «كارني يخون حليفتنا التقليدية، ويجب أن يعيد النظر في استعداده لاعتقال رئيس وزراء الدولة اليهودية الوحيدة والديموقراطية في الشرق الأوسط. كنا نأمل أن يتراجع عن سياسة استرضاء الإرهاب بعد دعم كندا خطة السلام الأمريكية ذات 20 نقطة، لكنه الآن يدعم اتهامات سخيفة من محكمة سياسية».
ودعا فالك كارني إلى «استقبال نتنياهو بحفاوة دبلوماسية كاملة»، محذراً من أن هذا الموقف قد يؤدي إلى «تصدعات في العلاقات الثنائية»، خصوصاً مع استمرار إسرائيل في رفض الاتهامات ووصف المحكمة بـ«الأداة السياسية».
أخبار ذات صلة