- 19 مشروعاً بقيمة 450 مليون دولار موّلها الصندوق الكويتي للتنمية بمجالات البنية التحتية والطاقة والطرق
- مليارا دولار إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين ونعمل على تنويع التجارة البينية ورفع معدلاتها
- نفخر بأن المهندسين والأطباء والمعلمين والعمال الباكستانيين قد أدوا دوراً متميزاً في مسيرة التنمية الكويتية
- أكثر من 50 شركة باكستانية تعمل في الكويت بمجالات الإنشاء والخدمات اللوجستية والتقنيات الحديثة
- مليار دولار إجمالي الاستثمارات الكويتية في بلدنا والكويت ثامن أكبر مستثمر والثانية خليجياً في باكستان
- 100 ألف باكستاني يسهمون بفاعلية في الاقتصاد الكويتي في مجالات الهندسة والصحة والإنشاء والتعليم
أجرى الحوار: أسامة دياب
وصف سفير باكستان لدى البلاد د. ظفر إقبال العلاقات الكويتية – الباكستانية بالتاريخية والقوية والممتازة والتي تتطور بشكل ملحوظ على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، مشيرا إلى أن الكويت تلعب دورا إيجابيا استثنائيا في المنطقة بديبلوماسيتها المتوازنة وريادتها الإنسانية البارزة، وأنها تواصل تألقها كنموذج للديبلوماسية المتزنة والاعتدال والتقدم تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، كاشفا عن أن باكستان ملتزمة بدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتقف كتفا إلى كتف مع الكويت ودول مجلس التعاون في مواجهة أي تحديات.
وأشار إقبال – في لقاء خاص لـ«الأنباء» – إلى التعاون المثمر لبلاده مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي مول 19 مشروعا في باكستان بقيمة 450 مليون دولار في مجالات البنية التحتية والطاقة والطرق، كاشفا عن أن الكويت ثامن أكبر مستثمر وثاني أكبر مستثمر خليجي في باكستان بإجمالي استثمارات تبلغ مليار دولار، لافتا إلى أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 2 مليار دولار، وهناك جهود حثيثة لتنويع التجارة البينية ورفع معدلاتها، موضحا أن الشركات الباكستانية تتطلع إلى المساهمة في مشروعات التحول الرقمي وتنمية الموارد البشرية والبنية التحتية الذكية في مشاريع رؤية الكويت التنموية 2035، فإلى التفاصيل:
كيف تقيمون العلاقات الكويتية- الباكستانية ماضيها وحاضرها وآفاق المستقبل؟
٭ العلاقات بين باكستان والكويت ليست علاقات ديبلوماسية عادية، بل هي علاقات أخوية وروحية متجذرة في عمق التاريخ، فروابطنا تتجاوز الجغرافيا وتمتد عبر القرون، إذ كان شعبا الكويت وكراتشي على تواصل منذ القدم عبر بحر العرب، من خلال التجارة والإيمان والاحترام المتبادل، وعلى مر العقود، ازدادت صداقتنا متانة، مدعومة بالقيم المشتركة والتقارب الثقافي والتعاون في مختلف المجالات، وبقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، تواصل الكويت تألقها كنموذج للديبلوماسية والاعتدال والتقدم.
وأضاف: لقد وقفت باكستان إلى جانب الكويت في الماضي والحاضر، وستظل دائما إلى جانب أشقائنا الكويتيين في المستقبل، في الصداقة والشراكة، وفي مواجهة أي تحديات. وكذلك كانت الكويت دوما إلى جانب باكستان، خصوصا في أوقات الشدائد والكوارث الطبيعية، حيث جسد الشعب الكويتي وقيادته أسمى معاني التعاطف والكرم. وعليه، فإن علاقتنا ليست سياسية أو اقتصادية فحسب، بل هي علاقة قلب وإيمان ومصير مشترك.
ما أبرز مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين؟
٭ يشمل تعاوننا مجالات واسعة ومتعددة، فقد كنا على الدوام شريكين قويين في مجالات التجارة والطاقة والعمالة والاستثمار. ولعقود طويلة، ساهمت الكفاءات الباكستانية في بناء البنية التحتية لدولة الكويت – من طرق ومستشفيات ومدارس ومشروعات عامة. ونفخر بأن المهندسين والأطباء والمعلمين والعمال الباكستانيين قد أدوا دورا متميزا في مسيرة التنمية الكويتية بكل تفان وإخلاص. وفي السنوات الأخيرة، توسع التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل تكنولوجيا المعلومات، والأمن السيبراني، والتقنيات المالية، والتعليم. وقد شكل مؤتمر التكنولوجيا الباكستاني-الكويتي 2025 الذي عقد الشهر الماضي، محطة جديدة في مسيرة هذا التعاون، إذ ربط بين قطاعات التكنولوجيا والقطاع الخاص في البلدين لإقامة شراكات طويلة الأمد.
كم عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين وتشكل الإطار القانوني لها؟ وهل هناك اتفاقيات جديدة قيد الإعداد؟ وفي أي مجالات؟
٭ خلال السنوات الماضية، وقعت بين باكستان والكويت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات التجارة والعمالة والثقافة والتعليم والصحة. لدينا إطار قوي وشامل للعلاقات الثنائية في جميع المجالات، ونعمل باستمرار على تحديثه، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي، والاستثمار، وتنمية الموارد البشرية.
التبادل التجاري
كم يبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ وفقا للإحصاءات المتاحة، يبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين باكستان والكويت نحو ملياري دولار أميركي. وتصدر باكستان إلى الكويت الأرز والمنسوجات والفواكه والمأكولات البحرية وخدمات تكنولوجيا المعلومات، بينما تستورد من الكويت المنتجات البترولية والكيماويات. ونركز حاليا على تنويع التجارة لتشمل الخدمات والصادرات التقنية والصناعات التحويلية عالية القيمة.
ما حجم الاستثمارات الكويتية في باكستان؟
٭ تواصل الكويت استثماراتها في باكستان من خلال القطاعين السيادي الحكومي والخاص، لا سيما في مجالات المصارف والطاقة والبنية التحتية والعقارات. وتعد الكويت ثامن أكبر مستثمر في باكستان، وثاني أكبر مستثمر بين دول مجلس التعاون الخليجي. وقد اضطلعت كل من الهيئة العامة للاستثمار الكويتية والشركة الباكستانية-الكويتية للاستثمار بدور محوري في تسهيل هذه الاستثمارات. وتتجــــاوز الاستثمـــــارات الكويتية الأجنبية المباشرة في باكستان حاليا المليار دولار أميركي، ونسعى حاليا لجذب استثمارات جديدة في مجالات الطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، والتقنيات المالية، والمناطق الاقتصادية الخاصة، وهي قطاعات تتماشى مع رؤية الكويت 2035 وأجندة النمو في باكستان.
كم يبلغ عدد أفراد الجالية الباكستانية في الكويت؟ وكيف تتواصلون معهم؟
٭ يبلغ عدد أفراد الجالية الباكستانية في الكويت نحو 100 ألف شخص، يساهمون بفاعلية في الاقتصاد الكويتي في مجالات الهندسة والرعاية الصحية والإنشاء والتعليم وتكنولوجيا المعلومات. وتحافظ السفارة على تواصل وثيق معهم عبر اللقاءات المجتمعية، والتواصل الرقمي، والدعم الخدمي، والفعاليات الثقافية، بهدف تعزيز دورهم كجسر صداقة بين باكستان والكويت.
كم عدد الشركات الباكستانية في الكويت وفي أي مجالات تعمل؟
٭ تعمل أكثر من 50 شركة باكستانية مسجلة في الكويت في قطاعات متنوعة تشمل الإنشاءات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، وتجارة المواد الغذائية، والخدمات اللوجستية، والاستشارات. ويزداد العدد تدريجيا، خصوصا بعد مؤتمر التكنولوجيا الأخير الذي أطلق شراكات جديدة في مجالات الخدمات الرقمية والحوسبة السحابية.
رؤية الكويت 2035
كيف تنظرون إلى رؤية الكويت 2035؟ وإلى أي مدى تهتم الشركات الباكستانية بالمشاركة في مشاريعها الكبرى؟
٭ رؤية الكويت 2035 خطة تنموية طموحة تستهدف تحويل الكويت إلى مركز إقليمي للتمويل والابتكار والتكنولوجيا.
وترى الشركات الباكستانية في هذه الرؤية فرصة واعدة، وتتطلع إلى المساهمة في مشروعات التحول الرقمي، وتنمية الموارد البشرية، والبنية التحتية الذكية. كما أن خبرات باكستان التقنية ورأس مالها البشري المؤهل تتوافق تماما مع أولويات الرؤية الكويتية 2035.
ماذا عن التعاون العسكري بين البلدين؟
٭ ترتبط باكستان والكويت بإطار تعاون دفاعي راسخ منذ زمن طويل. وتجمع بين قواتنا المسلحة علاقات مهنية وتدريبية وثيقة، تشمل تبادل الزيارات والبرامج التدريبية المشتركة والتنسيق المستمر، بما يعزز الشراكة الدفاعية بين البلدين. لقد وقف البلدان دائما جنبا إلى جنب في الماضي والحاضر، وسيفعلان ذلك في المستقبل أيضا.
ماذا عن التعاون العلمي والأكاديمي؟
٭ يشهد التعاون العلمي والأكاديمي نموا مطردا، إذ ترتبط عدة جامعات باكستانية بمؤسسات كويتية في مجالات العلوم الطبية والهندسة وتكنولوجيا المعلومات.
ونعمل على توسيع برامج التبادل الطلابي والتعاون البحثي، خصوصا في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.
ما أبرز الجهود المبذولة لتعزيز التبادل الثقافي؟
٭ تنظم السفارة أسابيع ثقافية باكستانية، وعروض أفلام، ومعارض فنية في الكويت للتعريف بالتراث والثقافة الباكستانية.
كما نشارك بانتظام في الفعاليات الثقافية الكويتية لإبراز القوة الناعمة لباكستان وتنوعها الحضاري، مما يعزز التفاهم والتقارب بين الشعبين.
هل تتعاونون مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية؟ وما عدد المشاريع التي مولها الصندوق في باكستان وحجمها؟
٭ نعم، هناك تاريخ طويل من التعاون بين باكستان والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. فقد مول الصندوق عددا من المشاريع في مجالات البنية التحتية والطاقة في باكستان، بما في ذلك مشاريع للطرق والري والكهرباء. ونواصل حاليا استكشاف فرص جديدة للتعاون في مجالي التعليم والطاقة النظيفة.وقد مول الصندوق خلال العقود الماضية نحو 19 مشروعا في باكستان، بإجمالي تمويل يقارب 450 مليون دولار أميركي.
ماذا عن التعاون في القطاع الصحي؟
٭ تتعاون باكستان والكويت في مجالات التدريب الطبي، وصناعة الأدوية، وتوظيف الكوادر الصحية. ويعمل آلاف الأطباء والممرضين الباكستانيين بكفاءة عالية في المستشفيات الكويتية. كما نعمل على تطوير شراكات في مجالي الطب عن بعد والتقنيات الطبية الحديثة.
كيف ترون الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا في حل الأزمات وحفظ السلام؟
٭ تؤدي الكويت دورا إيجابيا استثنائيا كوسيط ومروج للسلام في المنطقة. وتحظى بديبلوماسية متوازنة وريادة إنسانية بارزة عبر مؤسساتها الخيرية والهلال الأحمر الكويتي، وهو ما أكسبها احتراما عالميا واسعا. وتقدر باكستان عاليا جهود الكويت في تعزيز السلام والوئام الإقليمي والدولي. كما أن الكويت تعد نموذجا متميزا في المنطقة بفضل حيويتها المجتمعية وصحافتها الحرة. وتقدر باكستان عاليا تقاليد الكويت في الحوار والمشاركة والانفتاح، وهي مقومات تسهم في تعزيز الاستقرار والتقدم الإقليمي.
كيف تنظرون إلى المشهد المعقد في الشرق الأوسط؟ وما السبيل للخروج منه؟
٭ يشهد الشرق الأوسط تحديات جيوسياسية وإنسانية معقدة. ونرى أن الحل يكمن في الحوار، واحترام سيادة الدول، وتعزيز الاستقرار الجماعي في المنطقة. تؤمن باكستان والكويت بضرورة الحلول السلمية، وتتمسكان بمبدأ التعاون لا المواجهة. ونكن كل التقدير لقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، على حكمته ورؤيته الديبلوماسية التي جعلت من الكويت منارة للاستقرار الإقليمي. وستظل باكستان ملتزمة بدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتقف كتفا إلى كتف مع الكويت ودول مجلس التعاون في مواجهة أي تحديات. كما نعرب عن امتناننا العميق لشعب الكويت الكريم على ما يبديه دوما من سخاء ومساندة لباكستان في أوقات الحاجة.
كم عدد التأشيرات التي تصدرها القنصلية سنويا؟
٭ المواطنون الكويتيون لم يعودوا بحاجة إلى تأشيرة لدخول باكستان، إذ يمكنهم حجز التذكرة والسفر مباشرة. أما فيما يخص المقيمين، فقد تم تطوير نظام تأشيرات رقمي مركزي لتبسيط الإجراءات وتسريعها.
كم يبلغ عدد السياح الكويتيين الذين يزورون باكستان سنويا؟
٭ يزداد عدد الزوار الكويتيين إلى باكستان تدريجيا، خصوصا لأغراض السياحة والاستثمار والسياحة الدينية.
ونروج لوجهات مثل هونزا وسكاردو ولاهور للسياحة الثقافية والمغامرات. وهدفنا أن تصبح باكستان إحدى الوجهات المفضلة للمواطن الكويتي.
كيف تقيمون دور المرأة الكويتية في مجتمعها؟
٭ حققت المرأة الكويتية تقدما لافتا في مجالات التعليم والسياسة والأعمال والخدمة العامة، وهي تمثل ركيزة أساسية في قوة وتطور المجتمع الكويتي.
كيف ترون الدور الإنساني الذي تقوم به الكويت؟
٭ للكويت سجل إنساني مشرف يجعلها في طليعة الدول المانحة في العالم. ودعمها المستمر لجهود الإغاثة حول العالم، عبر الصندوق الكويتي والهلال الأحمر، يجسد قيمها في الرحمة والعطاء. وتثمن باكستان عاليا هذا الدور الإنساني النبيل الذي يميز الكويت عالميا.
هل هناك زيارات رفيعة المستوى مرتقبة بين البلدين؟
٭ التواصل بين قيادتي البلدين مستمر بشكل دائم، من خلال اللقاءات المباشرة، والاجتماعات على هامش المحافل الدولية، والتنسيق المستمر لترتيب زيارات ومشاورات سياسية رفيعة المستوى في المستقبل القريب.