- أهمية التعاون في مجالي الأمن والدفاع وإقامة دورات تقدمها المؤسسات العسكرية في البلدين
أسامة دياب
أكد السفير الألماني لدى البلاد هانس كريستيان فرايهير فون ريبنيتس أن توقيع مذكرة التفاهم لإنشاء حوار استراتيجي بين ألمانيا والكويت مع وزير خارجية ألمانيا يوهان فاديبول في 6 الجاري يعتبر نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية وانعكاسا واضحا لعزم البلدين على المضي قدما في تطويرها واستشراف آفاق جديدة للعمل والتعاون المشترك في مختلف مجالات التعاون الثنائي بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين ويعزز المصالح المشتركة للدولتين. وأوضح السفير الألماني ان الحوار الاستراتيجي أضاف لبنات جديدة في أسس العلاقات الثنائية القوية والمميزة والتاريخية بين البلدين، مشيرا إلى أن تبادل وجهات النظر والمشاورات المستمرة حول الملفات والقضايا السياسية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية سيعزز من صداقتهما وسيجعلهما أكثر قربا ويفتح نوافذ جديدة للتعاون المشترك.
ولفت ريبنيتس في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» إلى أن العلاقات الديبلوماسية الثنائية بين البلدين في عامها الـ 61، تبدو أكثر شبابا مما يوحي به عدد السنوات، مشيرا إلى أن البلدين لديهما عدد كاف من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية وتمثل الإطار القانوني لها.
وأضاف ان العبرة دائما ليست بعدد الاتفاقيات أو مذكرات التفاهم، حيث لا يشكل ذلك عنصرا حاسما في العلاقات الثنائية، بل مضمونها وأثرها الفعلي على مواطني البلدين، مبينا أن العبرة تكمن في الإرادة السياسية لاستخدام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشكل مثمر ومفيد للطرفين.
وأثنى السفير الألماني على صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وعلى حكومته بشأن تحويل رؤية الكويت التنموية 2035 من خطة نظرية إلى مخطط عملي للتنمية بمشاريع ضخمة تلبي توقعات الشعب الكويتي، مؤكدا أن ذلك ليس بالأمر اليسير، إذ يتطلب تكييف العديد من الأمور بما في ذلك الإطار التنظيمي وأساليب ممارسة الأعمال.
وذكر أن الواقع العملي لرؤية الكويت التنموية سيفتح آفاق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف على مصراعيها، كاشفا عن أن الشركات الألمانية تتطلع إلى المشاركة بفاعلية في المنتدى الرفيع المستوى للأعمال بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، المقرر عقده في الكويت يومي 5 و6 نوفمبر من هذا العام.
وشدد على أن انفتاح الكويت على أوروبا يعني ما هو أكثر بكثير من مجرد تعاون ثنائي، فهو يفتح الباب على قارة كاملة تزخر بالأفكار والنجاحات الصناعية وروح المبادرة، لافتا إلى أن ألمانيا كونها أكبر اقتصاد في أوروبا ستسهم في إنجاح رؤية الكويت 2035.
وعن التعاون الدفاعي، أشار السفير الألماني إلى أنه «مع ازدياد اعتماد استقرار المنطقة على مقاربات متكاملة ومتعددة الأبعاد للأمن، تزداد أهمية التعاون في مجالي الأمن والدفاع، ويسعدني أن أرى تقدما في هذا الجانب، إذ بات ضباط من القوات المسلحة الألمانية والكويتية يستفيدون مجددا من الدورات التي تقدمها الأكاديميات العسكرية في البلدين، كما كان الحال في الماضي، كما أن مثل هذه الخطوات تعزز الفهم المتبادل وتبني الثقة للمستقبل».