- العنود الدعيج: «تباعد وتقارب» يجسّد لقاء حضارتين عريقتين وجسراً ثقافياً يربط الشرق بالغرب
- ليو شيانغ: المعرض يجسّد التفاعل الحضاري العريق بين الصين والعالم الإسلامي
- حصة الصباح: المعرض يمتد حتى نهاية عام 2026 ليشكّل حدثاً ثقافياً بارزاً
أسامة دياب
أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري أن معرض «تباعد وتقارب: الفن الصيني في الكويت» يشكل محطة مضيئة في مسار التعاون الثقافي بين الكويت وجمهورية الصين الشعبية، ويعكس متانة العلاقات الثنائية المتميزة القائمة على الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في توسيع آفاق الشراكة في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها وزير الإعلام صباح أمس ممثلا عن سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء، في افتتاح المعرض الذي نظمته دار الآثار الإسلامية بالتعاون مع المركز الصيني للتبادل الثقافي للآثار، بحضور الشيخة حصة صباح السالم المشرف العام على دار الآثار الإسلامية، والقائم بالأعمال في سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت ليو شيانغ، ومحافظ العاصمة الشيخ عبدالله السالم العلي وعدد من الشخصيات الرسمية والديبلوماسية.
وقال المطيري إن رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء لهذا الحدث الثقافي تؤكد حرص القيادة السياسية على دعم الحوار الثقافي وتعزيز التواصل الإنساني بين الشعوب، معربا عن تقديره العميق للشيخة حصة صباح السالم على جهودها ومبادراتها المميزة في إبراز البعد الجمالي للتراث الإنساني وتعزيز الحضور الثقافي للكويت على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن المعرض يمثل منصة مميزة للتعرف على روائع الفنون الصينية العريقة وما تحمله من عمق حضاري وإنساني، مؤكدا أن الفنون ليست مجرد تعبير جمالي، بل أداة للتواصل الحضاري وترسيخ القيم المشتركة التي توحد الإنسانية.
ولفت إلى أن هذا الحدث يأتي امتدادا للعلاقات الوثيقة التي عززتها زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى جمهورية الصين الشعبية عام 2023، التي دشنت مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مضيفا أن «هذا المعرض لا يمثل ختاما للتعاون الثقافي، بل بداية لمسار متجدد من التفاعل الإبداعي بين الفنانين والمؤسسات الثقافية في الكويت والصين».
من جانبها، أكدت المشرف العام لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح ان المعرض يجسد رؤية الراحل زوجها الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن الفن لغة عالمية للحوار والتفاهم بين الشعوب وجسرا للتقارب الإنساني عبر الإبداع المشترك.
وذكرت أن عنوان المعرض يحمل أيضا رؤية دار الآثار الإسلامية – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – بوضوح ولهدف مميز، مبينة أن «البعيد جغرافيا يصبح قريبا حميما حين نراه من خلال عدسة الإبداع المشترك، حيث يبرز المعرض الروابط بين الكويت والصين ثقافيا واقتصاديا عبر الفن والجمال».
وأشارت إلى أن المعرض يمتد حتى نهاية عام 2026 ليشكل حدثا ثقافيا بارزا وإحدى أبرز فعاليات الكويت عاصمة الثقافة العربية، كما أنه يجسد عمق العلاقات والروابط التاريخية بين الكويت والصين ويبرز التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب من خلال لغة الفن والإبداع الإنساني المشترك على أرض الكويت.
بدوره، أعرب القائم بالأعمال في سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت ليو شيانغ عن سعادته بالمشاركة في افتتاح المعرض الذي يعكس التفاعل الحضاري العريق بين الصين والعالم الإسلامي، مشيدا بجهود دار الآثار الإسلامية والمركز الصيني للتبادل الثقافي في تنظيم هذا الحدث المميز.
وقال ليو: «يسعدني أن أشاهد هذه القطع الأثرية التي تجسد التبادل الحضاري بين الصين والعالم الإسلامي، وأعبر عن إعجابي العميق بما تحمله من دلالات ثقافية وإنسانية».
وأضاف ان المعرض يمثل امتنانا خاصا للراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد – رحمه الله، تقديرا لجهوده الكبيرة في تعزيز التبادل الثقافي الصيني – العربي، مؤكدا أن عنوان المعرض «تباعد وتقارب» يعبر بدقة عن العلاقة بين البلدين، إذ «أصبحت قلوب شعبي الكويت والصين متقاربة، وثقافاتهما متداخلة رغم بعد المسافات».
وأشار إلى أن العلاقات الصينية – الكويتية تضرب جذورها في التاريخ منذ أيام طريق الحرير، لافتا إلى أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين عام 1971، ورائدة في مجال التبادل الثقافي الصيني – العربي.
وأكد أن مبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ، تلتقي مع رؤية القيادة الكويتية الحكيمة في تعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب، مشددا على أن التعاون الثقافي بين البلدين «يتطور باستمرار ويضفي زخما جديدا على بناء المجتمع الصيني – العربي المشترك للمستقبل».
من جهتها، أكدت الأمين العام المساعد بالإنابة لقطاع الآثار الإسلامية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخة العنود الدعيج أن معرض «تباعد وتقارب: الفن الصيني في الكويت» يمثل إحدى أبرز فعاليات برنامج «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025»، ويجسد لقاء حضارتين عريقتين تركتا بصماتهما على مدى قرون من التاريخ والجمال والإبداع.
وقالت الدعيج إن المعرض ليس مجرد عرض فني، بل جسر ثقافي يربط الشرق بالغرب ويعكس عمق التفاهم الإنساني بين الكويت والصين، مضيفة أن ما يجمع البلدين أكثر مما يفرقهما.
وأوضحت أنها لمست خلال زياراتها المتعددة إلى الصين مدى التقارب في القيم الجمالية والاهتمام بالتاريخ والفنون بين الشعبين، مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تنفيذ مبادرات ثقافية مشتركة، من أبرزها مؤتمر «تباعد المسافات وتقارب العلاقات – طريق الحرير عروة بين عالمين» الذي مهد لافتتاح معارض مشتركة بالتعاون مع باحثين صينيين ودار الآثار الإسلامية.
ورفعت الدعيج أسمى آيات الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة، وإلى وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري على دعمه المتواصل، وإلى الشيخة حصة صباح السالم على إشرافها ورعايتها المستمرة للمعارض الثقافية التي تعزز مكانة الكويت كمركز إشعاع حضاري وإنساني.