توقع محللون نفطيون استمرار مكاسب أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد صعود خام برنت 1.7 في المائة والخام الأمريكي 1.6 في المائة في ختام الأسبوع الماضي وقد كان ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، حيث من المرجح أن تتلقى الأسعار دعما من حسم مفاوضات رفع سقف الديون الأمريكية، التي تبلور عنها اتفاق مبدئي بين إدارة بايدن والجمهوريين.
وقالوا لـ”الاقتصادية”، إن السوق النفطية تتابع عن كثب الاجتماع الوزاري المرتقب لتحالف “أوبك +” المقبل، وسط حالة من الجدل وتباين التوقعات بشأن إجراء خفض جديد للإنتاج، لافتين إلى أن هوامش مصافي التكرير الضعيفة تحذر من الصعوبات المقبلة للطلب على الخام في ظل أسواق التصنيع الصينية الراكدة.
وفي هذا الإطار، يقول روس كينيدي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة إن الانفراج في مفاوضات سقف الدين الأمريكي ستدعم أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري ويساعدها أيضا توقعات إجراء خفض جديد لإنتاج تحالف “أوبك +” في الاجتماع الوزاري المقبل، الذي يحظى بمتابعة واسعة من سوق النفط، كما يدعم أسعار النفط موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة وانتعاش الطلب على السفر الجوي في الصين.
وأشار إلى أن هناك أملا في أن الاتجاهات السلبية في وضع السوق النفطية يمكن أن تتغير في المدى القصير، معتبرا أن مجرد خفض إنتاج “أوبك +” وزيادة وتيرة السحب من المخزونات النفطية الأمريكية يدعم أسعار النفط الخام ويبشر بوتيرة مكاسب أوسع، خاصة في فصل الصيف الحالي.
ويتفق دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية مع أن الطلب القادم من آسيا هو محرك سوق النفط الخام في المرحلة الراهنة، لافتا إلى أن عديدا من المحللين يتوقعون أن يكون النصف الثاني من العام الجاري أكثر إحكاما في المعروض النفطي مقابل نمو الطلب، لكن كثيرا من ذلك يعتمد على بيانات وتطورات الوضع الاقتصادي في الصين ومدى سرعة وتيرة التعافي والنمو.
وذكر أن أغلب التقارير الدولية ترجح أنه سيأتي نحو 70 في المائة من نمو الطلب العالمي على النفط من آسيا هذا العام، خاصة من الاقتصاديات الناشئة وعلى رأسها الهند التي تتمتع بأكبر كثافة سكانية وأسرع وتيرة للنمو الاقتصادي بالاعتماد على موارد الطاقة التقليدية.
ويرى، بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن بعض التقارير الدولية شككت في جدية خفض الإنتاج الروسي من النفط الخام ومدى تأثيره في السوق خاصة أن المصافي الهندية تشتري النفط الروسي بكميات أكبر وتستفيد من الخصومات السعرية البيعية، كما يعاد التصدير إلى أوروبا في تحايل كبير على العقوبات الغربية وعلى السقف السعري وهو ما طالبت قمة مجموعة السبع الأخيرة في هيروشيما بتدارك وعلاج مثل هذه الثغرات.
ولفت إلى أن تقارير أخرى ترى وجهة نظر مختلفة وتتحدث عن أن سقف أسعار النفط الروسي “يعمل بالفعل” وأن عائدات النفط الخام الروسية قد تراجعت جديا مع تعهد موسكو بخفض إنتاجي 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري، مشددا على أن هناك تعديلا ملحوظا في إمدادات النفط العالمية.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية إن المخاوف بشأن أزمة الائتمان الأمريكية والانتعاش الباهت للصين ألقت بثقلها على المعنويات في سوق النفط الخام، رغم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن سقف الدين الأمريكي.
وأشارت إلى قناعة عديد من الدوائر التحليلية الدولية أن هناك الكثير الذي يتعين القيام به بشأن التضخم وهو ما يعني زيادة توقع إجراء رفع جديد لأسعار الفائدة بالرغم من أن السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تميل حاليا إلى إبطاء وتيرة التشديد.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي.. ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة 69 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 76.95 دولار للبرميل عند التسوية، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 84 سنتا أو 1.2 في المائة إلى 72.67 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، سجل الخامان مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي بلغت 1.7 في المائة لبرنت و1.6 في المائة لخام غرب تكساس الوسيط. ولا تزال الأسواق حذرة مع احتمال امتداد محادثات رفع سقف الدين.
وانخفض خاما القياس أكثر من دولارين للبرميل عند التسوية الخميس بعدما قلل نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك من فرص إقرار خفض جديد للإنتاج في اجتماع “أوبك +” في فيينا يوم الرابع من يونيو. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة أن روسيا تميل للإبقاء على أحجام إنتاج النفط دون تغيير لأن موسكو راضية عن مستويات الأسعار والإنتاج الحالية.
وذكر تقرير شركة “بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 711 هذا الأسبوع – 16 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي وأن العدد الحالي هو 364 حفارا أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019، قبل الوباء.
ولفت إلى انخفاض عدد الحفارات بمقدار خمسة هذا الأسبوع إلى 570 وقد انخفض عدد منصات الغاز بمقدار أربع إلى 137 وبقيت حفارات متنوعة على حالها عند أربعة كما شهد عدد الحفارات في حوض بيرميان انتعاشا قدره 1 – 8 فقط فوق هذا الوقت من العام الماضي. كما ارتفع عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار 1.
ونوه إلى ارتفاع مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 19 مايو لتعود إلى 12.3 مليون برميل يوميا – وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – كما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 400 ألف برميل فقط مقارنة بالعام الماضي.