بقلم: يورونيوز
نشرت في
بدأت محكمة برلين العليا يوم الاثنين محاكمة مراهق سوري يبلغ من العمر 15 عامًا، متهمًا بالمشاركة في مؤامرة ملهمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية لتنفيذ هجوم إرهابي استهدف حفلات تايلور سويفت في فيينا الصيف الماضي.
ويُعرف المتهم باسم “محمد أ.” وفقًا لقواعد الخصوصية المعمول بها في ألمانيا. وقد وجّه له الادعاء الاتحادي تهمتين رئيسيتين هما: التحضير لارتكاب “عمل عنفي جسيم معادٍ” (جريمة إرهابية)، ودعم منظمة إرهابية في الخارج، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
بحسب لائحة الاتهام، فإن محمد أ. قام بترجمة فيديو من اللغة العربية يتضمن تعليمات لصناعة القنابل، وأرسله إلى مشتبه به نمساوي يُدعى “بيران أ.”، البالغ حينها من العمر 19 عامًا، والذي يُعتقد أنه العقل المدبر للمؤامرة في النمسا. كما يُتهم محمد أ. بمساعدة بيران أ. في إنشاء اتصال مباشر مع أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان قد تم إلغاء حفلات تايلور سويفت في فيينا ضمن جولتها العالمية “Eras Tour” في أغسطس الماضي بعد اعتقال شخصين في النمسا على خلفية ما وصفته السلطات بمؤامرة واضحة لشن هجوم على حدث عام في العاصمة النمساوية. وأكدت السلطات اعتقال مشتبه به يبلغ من العمر 19 عامًا، وقالت إن الحفلات كانت هدفًا للمخطط الإرهابي.
وقال عمر حجازي-بيرتشنر، رئيس حماية الدولة والاستخبارات في وزارة الداخلية النمساوية وقت الحدث، إن المشتبه به كان يعتزم “قتل نفسه وحشد كبير من الناس”.
على صعيد متصل، عبّرت تايلور سويفت عن رد فعلها على المحاولة الفاشلة عبر حسابها على موقع إنستغرام، حيث أعربت عن شعورها بـ”إحساس جديد بالخوف” و”شعور كبير بالذنب” تجاه الخطر الذي كان يمكن أن يصيب جمهورها.
ألقي القبض على محمد أ. في اليوم نفسه الذي أُلغيت فيه الحفلات الموسيقية. وكان المتهم يدرس في مدرسة بمدينة فرانكفورت (أودر) شرق ألمانيا، وكان عمره 14 عامًا وقت ارتكاب الأفعال محل الاتهام. وعُثر على اسمه بين جهات اتصال بيران أ. خلال التحقيقات.
وقررت محكمة برلين العليا إجراء جلسات المحاكمة بشكل سري بناءً على طلب من محامي الدفاع، وذلك نظرًا لصغر سن المتهم وتغطية الإعلام الكثيفة والساخنة للقضية. وأشارت الصحيفة الألمانية “برلينر مورгенبوست” إلى أن القاضي اعتبر أن جلسات الاستماع العلنية قد تزيد من الوصم الاجتماعي ضد الشاب، الذي لا يزال خارج الحبس الاحتياطي لكن تم منعه من حضور الصفوف الدراسية العادية.
وأكد المدعون أن محمد أ. أصبح متعاطفًا مع أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية منذ أبريل 2024 على الأقل، وأنه أرسل رسالة نصية لأحد المتآمرين في النمسا تتضمن قسم ولاء للتنظيم.
من جانبه، سجلت السلطات الألمانية زيادة في معدلات التطرف بين الشباب، سواء من الجماعات اليمينية المتطرفة أو اليسارية الراديكالية أو المتطرفين الإسلاميين.
من المتوقع أن تستمر جلسات المحاكمة حتى 26 أغسطس المقبل. وفي الوقت ذاته، أفاد مدعون في فيينا بأن المشتبه به الرئيسي في النمسا، بيران أ.، لا يزال قيد التحقيق، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).