أصدرت محكمة في نجامينا عاصمة تشاد، أمس الثلاثاء، حكما ببراءة 4 صحفيين تشاديين من تهمة “التخابر مع جهة أجنبية”، وذلك بعد أكثر من 4 أشهر من الاحتجاز على خلفية لقاءات مزعومة مع أفراد يُشتبه بانتمائهم إلى مجموعة “فاغنر” الروسية.
خلفيات الاتهامات
اعتُقل الصحفيون مطلع مارس/آذار الماضي إثر شبهات بتواصلهم مع عناصر روس خلال الفترة بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2024، في وقت كانت فيه البلاد تشهد توترا أمنيا متزايدا.
ورغم إنكار المتهمين للتهم المنسوبة إليهم، طالبت النيابة العامة بسجنهم لمدة تصل إلى عامين، إلا أن المحكمة قضت بالبراءة لعدم كفاية الأدلة، وأمرت بإطلاق سراحهم وإعادة الهواتف وأجهزة الحاسوب التي صودرت أثناء التحقيق.
ردود فعل وتحذيرات
عبّر فريق الدفاع عن رفضه للحكم “بالاستناد إلى الشك”، معتبرا أن القضية تفتقر إلى الأسس القانونية التي تُشكّل الجريمة، وطالب بإصدار حكم نهائي بالبراءة التامة.
من جانبها، أعربت نقابة الصحفيين التشاديين عن ارتياحها المبدئي للحكم، لكنها حذرت من استمرار التضييق على الحريات الإعلامية، مشددة على أن الاعتقالات التعسفية المتكررة تشكّل تهديدا متصاعدا لحرية الصحافة وحق التعبير في البلاد.
يُشار إلى أن تشاد تراجعت إلى المرتبة 108 عالميا في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025 الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود”، بعدما كانت تحتل المركز 96 العام الماضي، مما يعكس بيئة غير مواتية للعمل الإعلامي ويثير مخاوف متزايدة بشأن استقلالية المؤسسات الصحفية.