بقلم: يورونيوز
نشرت في
على مدى ما يقرب من أربعة عقود، تمكن خامنئي من تخطي الأزمات الداخلية، سواء الاقتصادية منها أو السياسية، أو حتى العسكرية.
إلا أن النظام الإسلامي في إيران يواجه تحديات جسيمة بعد 12 يومًا من المواجهة مع إسرائيل، أبرزها قدرته على استثمار نتائج الحرب لتعزيز موقعه داخليًا وإقليميًا في مواجهة خصومه.
في هذا السياق، أشارت شبكة “سي إن إن”، التي تعرضت لهجوم عنيف من الرئيس دونالد ترامب بعدما شكك في مصداقيتها، إلى أن المرشد “يعاني من تدهور صحي وقد لا يكون لديه خليفة حتى الآن”.
وتساءلت الشبكة عن قدرته على “لملمة جراح بلاده” بعد حرب حملت تبعات مالية وإدارية باهظة عليها، فالجمهورية الإسلامية رغم أنها أثبتت مكانتها كلاعب إقليمي لا يمكن تجاهله، قد تحتاج مسارًا طويلًا للتعافي.
فمن جهة، انحسرت قوة الجماعات الموالية لها في الإقليم، كما شكّل اغتيال قادة الصف الأول في الحرس الثوري، خلال اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي، ضربة كبيرة.
ناهيك عن التبعات الاقتصادية الهائلة، التي لم يُعرف بعد إن كانت ستؤثر على إمدادات المال للجماعات المسلحة في المنطقة، بالإضافة إلى تراجع البرنامج النووي الذي سيحتاج ترميمه لأموال طائلة وجهود دبلوماسية كبيرة، إذا لم يهدد باندلاع مواجهة جديدة.
وعقب وقف إطلاق النار، تساءل البعض عن مصير خامنئي، إلى أن ظهر في خطاب مصور قال فيه للشعب الإيراني: “هذا الرئيس (ترامب) أوضح أن الأمريكيين لن يرضوا إلا باستسلام تام لإيران، ولا شيء أقل من ذلك.”
ورد الزعيم الأمريكي الجمهوري قائلاً: “أنت رجل ذو إيمان عظيم وتحظى باحترام كبير في بلدك، لكن عليك أن تعترف بالحقيقة. لقد هُزمت هزيمة ساحقة.”
وترى “سي إن إن” أن خامنئي حاليا أمام خيارين: إما إعادة بناء النظام من الداخل، أو الانفتاح بشكل قد يهدد قبضته على السلطة.
وفي هذا السياق، ينقل التقرير عن علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: “بُنيت العقيدة الإيرانية على بسط النفوذ الإقليمي وردع الأعداء، لكن النفوذ تقلص والردع فشل. النظام يقاتل للبقاء، لكنه بات أضعف بلا شك.”
وأضاف واعظ: “حتى مع انتهاء المواجهات العسكرية، من المؤكد أن هناك محاسبة داخلية وتبادل اتهامات خلف الكواليس. الفشل الاستخباراتي كان شاملًا، وتم القضاء على القيادات العليا في الجيش، ولا تزال إيران تواجه تحديات عميقة، أبرزها أزمة اقتصادية خانقة واستياء اجتماعي وسياسي متزايد.”
ويرى مراقبون أن خامنئي قد يغتنم الفرصة للاستفادة من الوحدة الافتة التي أظهرتها إيران ضد الضربات الإسرائيلية، وربما يقدم إصلاحات سياسية أو اقتصادية، وقد وصف خامنئي هذه اللحظة بأنها لحظة “قوة جماعية.”
لكن كما أشار واعظ، هناك شكوك حول استعداد النظام لإجراء تغييرات جذرية في السياسة والاقتصاد، ما قد يعوق خيار تحسين العلاقات مع دول الجوار والسعي لإبرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة.