بقلم: يورونيوز
نشرت في
وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرًا مباشرًا إلى حزب الله، داعيًا إياه إلى “التعلم من دروس الماضي”، ومؤكدًا أن أي تحرك جديد من الحزب “سيعني القضاء عليه نهائيًا”، وفق تعبيره.
وفي منشور على منصة “إكس”، وصف كاتس الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بأنه “لم يتّعظ من أسلافه”، مشيرًا إلى أنه “يتحرك وفق أوامر المرشد الإيراني علي خامنئي”، الذي وصفه بـ”الديكتاتور”.
يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، وسط ترقب لموقف حزب الله الذي لم يرد عسكريًا حتى الآن رغم استهدافه المتكرر داخل الأراضي اللبنانية.
نعيم قاسم: لسنا على الحياد
خرج قاسم بالأمس ليؤكد بوضوح أن الحزب “ليس على الحياد” تجاه الحرب الحالية، موضحًا أن موقف الحزب يأتي داعماً لـ “دفاع إيران عن حقها المشروع” ضد ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي”. هذا التصريح، رغم غياب أي تحرك عسكري مباشر من الحزب حتى الآن، يعكس تحولًا في النبرة السياسية، وقد يكون تمهيدًا لتدخل محسوب في حال استمر التصعيد أو توسّع نطاق الحرب.
بين الصمت العسكري والجاهزية
رغم تعرضه لسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، لم يرد حزب الله عسكريًا، وهو ما فسّره البعض بتراجع قدراته بعد خسائر بشرية وميدانية طالت قياداته وبُناه التحتية. لكن تقارير إعلامية، تشير إلى أن الحزب ما زال يحتفظ بقدرات عسكرية، تشمل صواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة، وأنه يعتمد تكتيك “الصبر الاستراتيجي” بانتظار لحظة مواتية.
في المقابل، فإن مشاركة الحزب في الحرب قد تعرّضه لضربات أعنف من تلك التي تلقاها في المواجهة السابقة، خاصة في ظل تعهّد إسرائيل بمنع إعادة بناء قدراته العسكرية، وتأكيدها أنها لن تتهاون مع أي تهديد مستقبلي. كذلك، فإن أي تصعيد واسع قد يدفع بواشنطن إلى إعادة طرح سيناريوات الردع أو العقوبات، أو حتى فتح الباب أمام تدخلات دولية مباشرة في الساحة اللبنانية.
المكاسب والرهانات
بالنسبة للحزب، فإن انخراطه في هذه الحرب، أو حتى التلويح بذلك، يحمل أبعادًا تتجاوز الميدان. إذ يرى مراقبون أن دعم إيران في هذا الظرف قد يعيد للحزب بعضًا من وزنه الذي تراجع خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما بعد اتهامات قوى سياسية لبنانية تحمله مسؤولية التدهور الاقتصادي والتصعيد الأمني. كما أن خروجه من الصراع إلى جانب طهران دون هزيمة، قد يُكرّسه مجددًا كقوة إقليمية فاعلة في مايسمى بـ “محور المقاومة”.
ضغوط دولية وتمايز لبناني
في المقابل، أطلقت الولايات المتحدة تحذيرات واضحة من أي خطوة تصعيدية للحزب. فالمبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، أعلن من بيروت أن “تدخل حزب الله في هذه الحرب سيكون قرارًا سيئًا جدًا”، مضيفًا أن واشنطن تتابع عن كثب ما يجري على الساحة اللبنانية.
أما على المستوى الرسمي اللبناني، فأكد رئيس البرلمان نبيه بري أن “لبنان لن ينخرط في الحرب بنسبة 200%”، في موقف يسير الى تمايز الدولة عن قرارات الحزب العسكرية، فيما شددت الخارجية اللبنانية على أنها تواصل اتصالاتها الإقليمية والدولية لتجنيب لبنان تداعيات الحرب الدائرة في المنطقة.
حتى الآن، لا تزال كل المؤشرات تتأرجح بين التلويح والتريّث. فبين التحذير الإسرائيلي، والموقف الحذر من الحزب، والتصعيد الإقليمي المتسارع، يبقى السؤال الأساسي مطروحًا: هل يقرر حزب الله الدخول في المواجهة مباشرة؟ أم يكتفي بالموقف السياسي في انتظار ما ستؤول إليه المعركة بين طهران وتل أبيب؟