وذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء، أن زيارة ترامب إلى دول الخليج تأتي في سياق مساعٍ لتعزيز الاستثمارات الخليجية الضخمة في الاقتصاد الأمريكي.
ووفقًا للبيان الرسمي، لا تشمل الجولة حتى الآن زيارة إلى إسرائيل، إلا أن الرئيس الأمريكي أشار إلى احتمال إدراج محطات إضافية في برنامجه.
وتكتسب الزيارة أهمية خاصة في ظل سعي إدارة ترامب إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع إيران بشأن برنامجها النووي. وبينما صدرت في الأشهر الماضية إشارات متضاربة حول طبيعة المفاوضات، تؤكد الإدارة حاليًا أن هدفها الأدنى يتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مع التلويح باستخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.
وكانت السعودية أول وجهة خارجية لترامب خلال ولايته الأولى في عام 2017. وتكرر هذا الترتيب الرمزي مع إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد عودة ترامب إلى السلطة في كانون الثاني/يناير الماضي، أن بلاده تخطط لاستثمار نحو 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة الولاية الحالية.
أما الإمارات، فقد أعربت في آذار/مارس عن نيتها ضخ ما يصل إلى 1.4 تريليون دولار في مشاريع تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والصناعات التحويلية، وإنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل. جاء ذلك بعد زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي.
وفي موازاة ذلك، يتواصل الجهد الإيراني لمحاولة إعادة فتح قنوات دبلوماسية مع واشنطن. فقد دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في منشور على منصة “إكس” عقب لقائه مع مسؤولين أمريكيين في روما الأحد الماضي، إدارة ترامب إلى الاستثمار في مشروع إيراني لبناء 19 مفاعلًا نوويًا، واصفًا هذه المبادرة بأنها فرصة “متاحة” للولايات المتحدة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
في سياق موازٍ، تبذل دول الخليج جهودًا لتفادي التصعيد المباشر مع إيران، عبر مسار تقارب حذر بدأ يتبلور في السنوات الأخيرة. وفي خطوة لافتة، زار وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان طهران الأسبوع الماضي، حيث التقى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وعددًا من المسؤولين الدفاعيين، في أول زيارة من نوعها لمسؤول سعودي رفيع منذ قرابة ثلاثة عقود.