وكان الحبر الأعظم، وللمرة الأخيرة، قد ظهر من على شرفة البازيليك في الفاتيكان ليهنئ العالم بعيد الفصح، وهو الذي كان عانى في الشهرين الماضيين من مضاعفات تنفسية أدت إلى وفاته، وكانت إحدى وصاياه ألا يُدفن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان.
ونعى الكاردينال كيفن فاريل، مفوّض الفاتيكان، البابا فرنسيس في وقت مبكر من صباح الإثنين. وكان الأخير حاضرًا خلال قداس أحد الشعانين في كاتدرائية القديس بطرس، يتلو صلاة القداس الإلهي. وقد ظهر حينها بحالة جيدة، دون قنينة الأكسجين التي كان يضعها منذ دخوله المستشفى.
بعد وفاته، تدخل الكنيسة في حالة شغور للكرسي الرسولي، وتبدأ على غرارها الاستعدادات لانتخاب بابا جديد في مجمع سري. لكن قبل ذلك، سيوارى البابا فرنسيس الثرى في جنازة يُعتقد بأنها ستكون كما كان يُحب أن يعيش، “بسيطة وترابية”.
مطران الفقراء أوصى بألا يدفن بشكل مهيب مثل أسلافه، موضحًا أنه يُحب أن يرتاح في بازيليك سانتا ماريا ماجوري الرومانية، المكان الذي وصفه بأنه “إخلاصه العظيم”، حيث كان يقضي كثيرًا من وقته.
ووفقًا لرغبته، سيكون له في الكنيسة الصغيرة قبر متواضع يستطيع الناس أن يزوروه. ومع أنه ليس البابا الأول الذي يُدفن في سانتا ماريا ماجوري، إذ يوجد سبعة باباوات آخرين مدفونين فيها، إلا أن علاقته بهذا المكان لم تخْلُ من الخصوصية يومًا، حيث كان يُصلي هناك دائمًا قبل كل رحلة من رحلاته الباباوية. وهكذا، ستكون الرحلة الأخيرة.
قبل 16 قرنًا، شُيّدت بازيليك سانتا ماريا ماجيوري على أعلى تلة إسكيلين في روما. وتُعد هذه الكنيسة التي تحمل لقب البازيليك الباباوية واحدة من أربع كنائس فقط تحظى بهذا الشرف في العاصمة الإيطالية. وتضم الكنيسة تمثالًا لسانتا ماريا دي ماجيوري، منقذة الشعب الروماني.
ووفقًا للمعتقد الكنسي، ظهرت العذراء في حلم الأرستقراطي يوحنا والبابا ليبيريوس، طالبة منهما بناء تمثال على شرفها. وأخبرتهما بأنهما سيهتديان إلى موقع التشييد عندما يشاهدان الثلج يتساقط في ذلك المكان.
وفي الخامس من آب من كل عام، يُحتفل بسيدة الثلج بإلقاء بتلات بيضاء من سقف الكنيسة التي بُنيت تكريمًا لها.
وقبل دفنه في الكنيسة الباباوية، ستُقام جنازة الحبر الأعظم في ساحة القديس بطرس، على أن يُعلن التوقيت لاحقًا بعد اجتماع الكرادلة.
وتماشيًا مع رغبة الراحل، ستكون الطقوس قريبة من الناس والأرض، دون أي من المراسيم الفاخرة أو التقاليد القديمة التي سادت في الجنازات السابقة.
وبعد دفنه، ستُقام القداديس لـ9 أيام متتالية، وخلال هذه الفترة سيحدد الكرادلة موعدًا لبدء المجمع السري، حيث سيتم انتخاب خليفته أول بابا من أمريكا اللاتينية.