سجّل المعدن الأصفر قمة جديدة خلال تعاملات اليوم الاثنين مدفوعا بتراجع الدولار ومخاوف الركود، الأمر الذي دفع المتعاملين إلى الاحتماء بالملاذات الآمنة، في حين تراجعت أسعار النفط مع تركيز المستثمرين مجددا على المخاوف من أن الرسوم الجمركية الأميركية ستؤدي إلى تحديات اقتصادية تقلل من نمو الطلب على الوقود.
الذهب
لامس الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق اليوم في ظل تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في 3 سنوات ومخاوف الركود الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، وهو ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذ الآمن.
وارتفع المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 2.75% إلى 3419.90 دولارا للأوقية (الأونصة) في أحدث تعاملات وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.77% إلى 3420.60 دولار، بعد أن سجّلت 3422.90 دولار خلال تعاملات اليوم.
ووصل مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات مما زاد من جاذبية الذهب لحائزي العملات الأخرى.
وقد عادت طائرة بوينغ 737 ماكس كانت مخصصة لشركة طيران صينية إلى الولايات المتحدة أمس، في ظل تصاعد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
والأسبوع الماضي، أمر (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بإجراء تحقيق للنظر في الحاجة لفرض رسوم جمركية جديدة محتملة على جميع واردات المعادن الأساسية الأميركية، في تصعيد كبير في نزاعه مع شركائه التجاريين العالميين ومحاولة للضغط على الصين الرائدة بهذا القطاع.
وقد ارتفع الذهب الذي عادة ما ينظر إليه على أنه وسيلة للتحوط من ارتفاع التضخم بأكثر من 27% منذ بداية العام.
النفط
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2% اليوم، مع تركيز المستثمرين مجددا على المخاوف من أن الرسوم الجمركية الأميركية ستؤدي إلى رياح اقتصادية معاكسة تقلل من نمو الطلب على الوقود.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.62 دولار، 2.38%، إلى 66.33 دولارا للبرميل، بأحدث تعاملات، وذلك بعد أن أغلقت على ارتفاع 3.2% الخميس. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.5% إلى 63.06 دولارا للبرميل بعد أن أغلق على ارتفاع 3.54% في الجلسة السابقة.
وكان الخميس آخر يوم للتسوية الأسبوع الماضي بسبب عطلة الجمعة العظيمة.
وقال جون رونغ المحلل الإستراتيجي للسوق في “آي جي” إن الاتجاه العام لا يزال يميل نحو الانخفاض “إذ يبدو أن المستثمرين يجدون صعوبة في إقناع أنفسهم بتحسن توقعات العرض والطلب، لا سيما في ظل تأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي وارتفاع إمدادات أوبك بلس”.
ولا يزال من المتوقع أن ترفع أوبك بلس -التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا- إنتاج 411 ألف برميل يوميا بداية من مايو/أيار، لكن بعض الزيادة المرتقبة قد يعوضها تخفيض من دول تجاوزت حصتها المتفق عليها.
كما انخفضت الأسعار مع انحسار بعض المخاوف بشأن الإمدادات، وذلك عقب مؤشرات على تقدم بالمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران والولايات المتحدة اتفقتا على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد محادثات وصفها مسؤول أميركي بأنها حققت “تقدما جيدا للغاية”.
ويأتي التقدم في المناقشات النووية في أعقاب عقوبات إضافية فرضتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، شملت مصفاة صينية خاصة بسبب تعاملها مع النفط الخام الإيراني، مما زاد الضغط على طهران في خضم المحادثات.
وقد دفعت المخاوف -بشأن نقص إمدادات النفط الإيراني والآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- كلا من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى الارتفاع بنحو 5% الأسبوع الماضي، مسجلين أول مكسب أسبوعي لهما في 3 أسابيع.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق قلقة من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويترقب المستثمرون صدور عدد من البيانات الأميركية خلال الأسبوع الجاري للخروج بمؤشرات حول الوضع الاقتصادي، ومن بينها مؤشر مديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات لأبريل نيسان.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء -في ساعة مبكرة من صباح اليوم- أن وزارة الاقتصاد الروسية خفضت توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 بنحو 17% عن توقعاتها في سبتمبر/أيلول لما سيكون عليه السعر هذا العام.
وقالت الوكالة إن الوزارة الروسية تعتقد في السيناريو الأساسي للتوقعات الاقتصادية لعام 2025 أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 68 دولارا تقريبا للبرميل، انخفاضا من 81.7 دولارا عما افترضته بتوقعاتها في سبتمبر/أيلول.
وتتوقع الوزارة أن يبلغ سعر خام الأورال، وهو مزيج النفط الرئيسي في روسيا، 56 دولارا للبرميل مقابل 69.7 دولارا الذي استندت إليه موسكو في موازنتها لعام 2025.