وقال بايدن خلال مؤتمر عُقد في مدينة شيكاغو خصص لمناقشة مستقبل الضمان الاجتماعي: “لم تمر مئة يوم بعد، ومع ذلك تسببت الإدارة الجديدة بالفعل في أضرار جسيمة”، في إشارة مباشرة إلى إدارة ترامب.
وأضاف بايدن: “إنهم يهاجمون مؤسسة الضمان الاجتماعي بفأس، بدءًا من تسريح سبعة آلاف موظف، بينهم كوادر تمتلك خبرة طويلة، ويتطلعون لدفع آلاف آخرين إلى الرحيل”.
واعتبر الرئيس الديمقراطي أن ما يحدث ليس مجرد تقليص بيروقراطي، بل “محاولة لنهب النظام بالكامل من أجل تقديم تخفيضات ضريبية هائلة للمليارديرات”.
وتُعد مؤسسة الضمان الاجتماعي إحدى الركائز الأساسية في منظومة الحماية الاجتماعية الأميركية، حيث تقدم معاشات التقاعد وإعانات الإعاقة لأكثر من 68 مليون مستفيد.
وتابع بايدن قائلاً: “الضمان الاجتماعي يستحق الحماية من أجل الأمة بأكملها، فهو لا يتعلق فقط بالمعاشات، بل يمس رابطة الثقة الجوهرية بين الدولة وشعبها”.
ورغم تركيز خطابه على مضمون اقتصادي واجتماعي، فقد شاب حديثه لحظات من التشتت، حيث فقد تسلسل بعض النكات التي أراد إلقاءها. الأمر الذي استغله ترامب سريعاً، بنشر مقاطع مقتطفة من الخطاب عبر منصته “تروث سوشال”، دون تعليق، كما جرت عادته في السخرية من خصومه السياسيين.
وفي خطوة مثيرة للجدل، كانت إدارة ترامب قد عيّنت في فبراير/ شباط الماضي خبيراً مؤقتاً في مكافحة الاحتيال على رأس هيئة الضمان الاجتماعي. وهو القرار الذي أثار انتقادات واسعة.
وتعليقاً على الخطوة، صرّح الملياردير إيلون ماسك، الذي كلّفه ترامب بتقليص الإنفاق الحكومي، أن “الضمان الاجتماعي يعاني من عمليات احتيال كبيرة”، مشيراً إلى وجود “ملايين المستفيدين فوق سن الـ100 عام”، دون تقديم بيانات واضحة تدعم مزاعمه.
ويأتي هذا الجدل وسط تصاعد النقاشات في واشنطن حول مستقبل الإنفاق العام، في وقت تزداد فيه المخاوف من تراجع البرامج الاجتماعية في عهد ترامب الثاني، خاصة مع تلميحاته المتكررة بإجراء إصلاحات جذرية في النظام المالي للدولة.