بالنسبة للأفراد الذين لا يعتادون على استهلاك الأطعمة الحارة، قد يؤدي مجرد تناول كمية صغيرة من الفلفل الحار إلى الشعور بحريق في الفم. في هذه الحالات، يلجأ الكثيرون إلى شرب الحليب أو تناول الزيت للتخفيف من هذه الحالة. ومع ذلك، تشير التجارب إلى أن الحلول التقليدية قد تكون غير فعالة عند التعامل مع الأطعمة الحارّة عالميًا أو أقوى أنواع الفلفل المتاحة.
فوفقًا لمقياس سكوفيل (Scoville Scale)، الذي يستخدم لتحديد مستوى شدّة الفلفل الحار، تصدر “Chili X” قائمة أكثر أنواع الفلفل حدة في العالم بحلول عام 2023، حيث بلغت شدته الحرارية نحو 2.69 مليون وحدة سكوفيل. وعلى النقيض، يحتوي فلفل “سبليت” على 2000 وحدة فقط، مما يجعله أقل حرارة بشكل ملحوظ.
أين يمكن العثور على أحدّ طعام في العالم؟
إذا كنت تبحث عن تجربة غذائية استثنائية تتحدى قوة التحمل، فإن وجهتك قد تكون اسكتلندا، حيث يحظى طبق “Kismut Keeler” بشهرة واسعة باعتباره أحد أقوى الأطعمة الحارة في العالم. هذا الطبق، المستوحى من المطبخ الهندي، يتميز بمذاقه الحار للغاية الذي يتجاوز بكثير الأطباق التقليدية مثل طعام بطن لحم الضأن الأسكتلندي.
وفي حادثة ملفتة خلال عام 2011، تسبب هذا الطبق في نقل شخصين إلى غرفة الطوارئ بعد تناوله خلال حدث خيري أقيم في أحد مطاعم إدنبرة لدعم الأطفال المرضى.
ووصف أحد الضحايا التجربة قائلاً: “شعرت وكأن هناك غلاية كهربائية مشتعلة داخل معدتي، مع وخز شديد نتيجة الصلصة الحارة التي غمرت جهازي الهضمي بالكامل.”
أشهر الأطعمة الحارة في العالم
للآسيويين صيت واسع في تقديم الأطعمة الحارة، حيث تتنوع الخيارات بين أطباق شهيرة مثل “بي بيم باب” الكوري الجنوبي، الذي يُقدم مع الكيمتشي والخضروات المخمرة، وطبق “وتاك-وتاك” الإندونيسي الملفوف بأوراق الموز.
كما تحتل صلصة “سامبال أولاك”، المصنوعة من أنواع متعددة من الفلفل الحار، مكانة بارزة في المطبخ الآسيوي.
وخارج آسيا، تحظى الأطعمة الحارة بشعبية مماثلة. ففي الولايات المتحدة، وسان فرانسيسكو تحديدا، يُعرف طبق “كوريان سوسايد بوريتو” (ويعني البوريتو الكوري القاتل) بدرجته العالية من الحرارة التي يدلّ عليها اسمه.
وفي لويزيانا، يتميز الجمبري الكريول بنكهته الحارة التي جعلته خيارًا محببًا للعديد من المتذوّقين للطعام.
وفي منطقة البحر الكاريبي، يعتبر طبق “جيرك” الجامايكي، الذي يجمع بين القرنفل، القرفة، الثوم المعمر، الزعتر، الثوم والفلفل الحار، أحد أشهر الأطباق الحارة. أما في بيرو، فتتميز سلطة البطاطس “بابا آلا هوانكاينا”، المزينة بصلصة الفلفل، بشعبية واسعة.
وفي أوروبا، يقدم مطعم “ماغما 2.0” في مدريد أطباقًا تعتمد على فلفل “سكوربيون ترينيداد”، أحد أشد أنواع الفلفل حرارة في العالم. أما في إفريقيا، فيبرز طبق “السيخ وات” الإثيوبي، الذي يستخدم مزيجًا متنوعًا من أنواع الفلفل الحار لإضفاء نكهة قوية ومميزة.
هل تناول الطعام الحارّ مفيد للصحة؟
التوابل ليست مجرد مكونات لتوفير المذاق اللذيذ للطعام، بل تُعتبر أيضًا رفيقة أساسية لتعزيز الصحة العامة. من خلال إدراج التوابل في النظام الغذائي، يمكن تقليل اعتماد الأفراد على كميات كبيرة من الملح والدهون في الطعام.
وتتميز التوابل بخصائص مضادة للالتهابات، مضادة للأكسدة، ومطهرة، مما يساهم في تحسين أداء القلب، الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي. كما أن بعضها يحتوي على خصائص قد تعزز الفاعلية الجنسية.
أما الفلفل الحار، فهو يساهم في تحسين الحالة المزاجية بفضل مادة “الكابسيسين”، التي تُعرف بفوائدها الصحية والبدنية أيضًا.