تتجه الأنظار إلى مدينة جدة السعودية، حيث تستعد وفود أوكرانية وأميركية للجلوس على طاولة المفاوضات اليوم الثلاثاء، في محاولة لإعادة الزخم إلى الموقف الأوكراني بعد الهزة السياسية التي أحدثتها المحادثات المباشرة بين واشنطن وموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقد أعدت محررة الشؤون الدولية بصحيفة تايمز كاثرين فيلب تقريرا أوضحت فيه ما يكتنف تلك المفاوضات من ملابسات في 5 نقاط:
- خلفية الموقف الأوكراني: خسائر سياسية وميدانية
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي بشأن بدء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وغياب أوكرانيا عن تلك المباحثات، قلقا كبيرا في كييف.
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقا مبدئيا يقضي بمقايضة أصول أوكرانيا المعدنية باستثمارات أميركية، مما أدى إلى مواجهة حادة خلال زيارته إلى واشنطن وتصادمه علنا مع جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي.
وجاءت هذه الأحداث في وقت حساس للغاية، حيث أوقفت الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لكييف، وعلّقت آليات تبادل المعلومات الاستخباراتية، مما ترك أوكرانيا في وضع عسكري صعب، خاصة مع التصعيد الروسي.
- مقترحات أوكرانية جديدة لوقف إطلاق النار
في جدة، تستعد أوكرانيا لتقديم خطة جديدة تهدف إلى تخفيف التصعيد وترتيب المشهد التفاوضي.
وتعتمد الخطة على وقف إطلاق النار في الجو والبحر، مما سيحمي المدنيين الأوكرانيين من القصف الروسي المكثف، ويمنح موسكو فرصة للتفاوض بشأن حرية الملاحة في البحر الأسود.
ويمكن أن يعتبر وقف إطلاق النار البحري بمثابة غصن زيتون لموسكو، التي دمرت أوكرانيا جزئيا أسطولها البحري.
وتؤكد كييف أن الحفاظ على حركة الملاحة مهم جدا لتجنب انهيار الاقتصاد الأوكراني. وتحظى هذه الخطة بدعم بريطاني وأوروبي، حيث تأمل أوكرانيا أن تكون هذه المبادرة مدخلا لاستعادة التعاون الاستخباراتي مع واشنطن.
- الدور الأميركي وأجندة المفاوضات
يرأس الوفد الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو، وتبرز أهمية ستيفن ويتكوف، صديق ترامب المقرّب ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط، الذي لعب دورا حيويا في ترتيب تبادل الأسرى مع روسيا وتهدئة التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس مؤخرا.
ويتوقع ويتكوف تحقيق تقدم كبير خلال هذه الجولة التفاوضية، إذ تحدث عن إمكانية مناقشة قضايا أمنية وإقليمية حسّاسة. ويأتي ذلك مع استمرار الرئيس ترامب في فصل ملف الضمانات الأمنية عن اتفاقية استثمارات المعادن، مما يزيد من تعقيد المفاوضات بالنسبة للأوكرانيين.
- أولوية أوكرانيا: استعادة التعاون والاستخبارات
ويرى المراقبون أن غياب الدعم الاستخباراتي الأميركي قد ترك القوات الأوكرانية في حالة من “العمى الميداني”، خاصة مع تصاعد الخسائر بفعل الهجمات الروسية المضادة.
محادثات جدة ستعيد رسم معالم الحل
وقد جاء الهجوم الروسي الأخير في منطقة كورسك بعد فقدان أوكرانيا للمعلومات الدقيقة التي كانت تعتمد عليها في استهداف الصواريخ الروسية بعيدة المدى. كما تأمل كييف أن يساعد وقف إطلاق النار المقترح في كسب الوقت وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في مواجهة الضغوط الأميركية والتهديدات الروسية.
- مستقبل على المحك
ومع تصاعد المخاطر السياسية والعسكرية، تسعى أوكرانيا لضمان وجود صوتها في أي اتفاقية سلام محتملة.
ويدرك زيلينسكي أن مصير بلاده يعتمد إلى حد كبير على قدرتها على استعادة الدعم الأميركي وبناء تحالف مع الحلفاء الأوروبيين.
وفي الوقت الذي يصر فيه ترامب على موقفه بأن “أوكرانيا قد لا تنجو”، يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت محادثات جدة ستعيد رسم معالم الحل.