يؤكد وصول المعارضة السورية المسلحة إلى مطار حماة العسكري يعني أنها قطعت شوطا كبيرا في المعارك التي تخوضها ضد قوات النظام التي لم تعد قادرة على حماية المناطق التي كانت موجودة بها؛ وهذا دفعها لإعادة الانتشار والتموضع، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
وفي تحليل للمشهد العسكري بسوريا، قال حنا إن قوات النظام تراجعت من قمحانة وصوران اللتين كانتا خطا أحمر بالنسبة لها، وبدأت تتموضع في خط أحمر جديد، وهذا يعني تراجع قدرتها على الدفاع.
وتعتبر حماة مدينة محورية بالنظر إلى وجودها في قلب سوريا، فهي تبعد نحو 100 كيلومتر فقط عن منطقة الساحل التي هي مركز ثقل الحكومة، حسب الخبير العسكري.
لكن حنا يستعبد سيطرة المعارضة على مدينة حمص التي يقول “إنها مهمة جدا بالنسبة للنظام كونها الخط الذي يربط العاصمة دمشق بالساحل، أو ما يوصف بسوريا المفيدة”.
وقال إن قوات الحكومة “تعاني نقصا في العدد الذي يمكنه تأمين كافة المدن في بلد كبير مثل سوريا ومن ثم فهي تتخلى عن مناطق من أجل تعزيز قوتها في أخرى”.
لذلك، يعتقد حنا أن أطرافا أخرى قد تدخل على الخط بعد سيطرة المعارضة على حماة، خصوصا بعدما أجرت البحرية الروسية مناورات مهمة أمس الأربعاء من منطقة طرطوس السورية.
رسائل روسية
وشملت هذا المناورات 10 سفن وصواريخ فرط صوتية مضادة للسفن وهذا يعني أنها تريد إيصال رسالة لتركيا وإيران بأن أي حل مقبل سيكون وفق تفاهمات “أستانا”، برأي الخبير العسكري.
ويفترض حنا أن عدم تدخل موسكو حتى الآن “ربما يكون نوعا من الضغط على النظام لإجباره على الذهاب لحل سياسي تماشيا مع ما تريده تركيا وتخشاه إيران”.
وختم الخبير العسكري بالقول إن الوجود الروسي في الساحل السوري “يستمد شرعيته من النظام السياسي القائم وهذا يعني أنه قد يكون محل نظر في حال حدثت تغيرات كبرى”، مرجحا أن تبدأ التدخلات الجيوسياسية في هذه اللحظة.