قال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إن أولى دبابات “أبرامز ام1” الأميركية ستصل أوكرانيا في “الأسبوع المقبل” لتعزيز قدرات كييف في التصدي للقوات الروسية في هجوم مضاد يسير بوتيرة بطيئة.
وقال بايدن في البيت الأبيض وبجانبه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “في الأسبوع المقبل تصل أولى دبابات أبرامز الأميركية إلى أوكرانيا”.
وقال بايدن إنه “وافق على الشريحة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا” والتي قدّرها البنتاغون بـ325 مليون دولار.
وتشمل شريحة المساعدات صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية.
لكن الحزمة لا تشمل صواريخ “أتاكمس” الأميركية البعيدة المدى التي طالبت بها كييف مراراً.
صاروخ من طراز أتاكمس
وتشمل الحزمة طلقات مدفعية عيار 155 ملم تحوي ذخائر عنقودية كانت واشنطن قد وافقت للمرة الأولى على تزويد أوكرانيا بها في يوليو، رغم مخاوف من مخاطر تتهدد المدنيين على المدى الطويل جراء القنابل غير المنفجرة.
وتقول الولايات المتحدة إنها تلقّت ضمانات من كييف بأنها ستخفّض إلى أقصى حد المخاطر التي تشكّلها هذه الأسلحة على المدنيين، بما في ذلك عدم استخدامها في مناطق مأهولة.
وكانت واشنطن تعهّدت تسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز في مطلع العام في إطار تعهّد بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار. وستكون الدبابات مزوّدة طلقات من اليورانيوم المنضّب خارقة للدروع عيار 120 ملم.
وهذه الذخيرة مثيرة للجدل لوجود رابط بينها وبين مشكلات صحية على غرار السرطان والاضطرابات الخلقية في مناطق استخدمت فيها في نزاعات سابقة، علما بأنه لم يثبت بشكل حاسم أنها السبب فيها.
وشكّل قرار تزويد أوكرانيا دبابات أبرامز تحوّلا في الموقف الأميركي، إذ كان مسؤولون عسكريون أميركيون قد أشاروا مرارا إلى أنها سلاح معقّد لا يناسب القوات الأوكرانية.
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بقدرات “كبيرة” للدفاع الجوي، لكن بدون تزويدها في المرحلة الراهنة صواريخ “أتاكمس” البعيدة المدى التي تطالب بها.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك سوليفان في مؤتمر صحافي إن الرئيس الأميركي جو بايدن “قرر أنه لن يزود (كييف) بصواريخ أتاكمس، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال مستقبلاً”.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع، والموجود في واشنطن استعداداً لزيارة البيت الأبيض، أن مغادرته بدون الحصول على هذه الصواريخ التكتيكية القوية، ستشكل “خيبة أمل” بالنسبة اليه.
وأشاد بنتائج الهجوم المضاد الذي تشنه القوات المسلحة الأوكرانية وينتقده مسؤولون عسكريون أميركيون في الصحافة.
وقال: “أوكرانيا تستعيد أراضيها بالفعل، وهي تفعل ذلك بشكل منهجي، خطوة تلو أخرى”.
واعتبر مستشار جو بايدن أنه بفضل المساعدة العسكرية الأميركية خصوصاً، نجحت القوات الأوكرانية “في تحرير أراض خلال ثلاثة أشهر تفوق ما تمكن الروس من الاستيلاء عليه في ثمانية أشهر”.
وقال سوليفان: “مدن كبرى عديدة في أوكرانيا ليست تحت الاحتلال أو السيطرة الروسية اليوم. أولاً بفضل شجاعة الجنود الأوكرانيين والشعب الأوكراني الذي يدعمهم، ولكن أيضاً، وإلى حد كبير، بفضل الدعم المادي الذي قدمناه”.
ويطالب بعض أعضاء الكونغرس الأميركي من المعارضة الجمهورية الولايات المتحدة بوضع حد للمساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، معتبرين أن قضيتها خاسرة.