يبدو أن الغموض يلف مصير وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو، لاسيما أنه متوار عن الأنظار منذ أسابيع، ما طرح العديد من التساؤلات حوله.
بداية تلك التساؤلات كانت مع تغريدة متأخرة ليل أمس الخميس، للدبلوماسي الرفيع رام إيمانويل، سفير الولايات المتحدة لدى اليابان.
President Xi’s cabinet lineup is now resembling Agatha Christie’s novel And Then There Were None. First, Foreign Minister Qin Gang goes missing, then the Rocket Force commanders go missing, and now Defense Minister Li Shangfu hasn’t been seen in public for two weeks. Who’s going…
— ラーム・エマニュエル駐日米国大使 (@USAmbJapan) September 8, 2023
إذ ألمح في تغريدة على حسابه بتويتر إلى أن شيئا ما ربما حصل لهذا الوزير المهم. وقال: “لم يُر أو يُسمع عنه شيء منذ 3 أسابيع”، في إشارة إلى أنه ربما وضع تحت الإقامة الجبرية.
وتساءل علناً عما إذا كانت سلطات بكين قد قيدت تحركاته.
تحت الإقامة الجبرية؟!
كما كتب قائلا: “وزير الدفاع لم يُشاهد أو يُسمع عنه منذ ثلاثة أسابيع. ولم يحضر إلى رحلته المقررة سابقا لفيتنام.. أما الآن فقد غاب أيضا عن اجتماعه المقرر مع رئيس البحرية السنغافورية لأنه تم وضعه تحت الإقامة الجبرية ربما؟ أو .. ربما هناك ازدحام فقط!”.
ولعل ما زاد الطين بلة، ترجيح مسؤولين أميركيين الأمر عينه. فقد أفاد بعض المسؤولين المطلعين، إلى أن الحكومة الأميركية توصلت لاستنتاج مفاده أن وزير الدفاع الصيني أعفي من منصبه، ويخضع للتحقيق من قبل السلطات، وفق ما نقلت صحيفة فاينانشيل تايمز البريطانية اليوم الجمعة.
وذكر ثلاثة مسؤولين أميركيين بالإضافة إلى شخصين مطلعين على المعلومات الاستخبارية أن الولايات المتحدة توصلت فعلا لهذا الاستنتاج، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستنتج أن لي يخضع للتحقيق.
إلى ذلك أفادت مصادر أخرى إلى أن الوزير ربما يخضع للتحقيق بسبب تهم تتعلق بالفساد، وأن إقالته ستعلن قريباً، وفق “واشنطن بوست”.
لاسيما أن البيت الأبيض لم يتناول هذه المسألة علناً.
وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو
وزير الخارجية قبله!
وإذا حصل فعلاً، سيكون هذا القرار أحدث علامة على وجود اضطرابات محتملة في بكين، لاسيما بعد اختفاء وزير الخارجية تشين جانج لسبب غير مفهوم، ثم إقالته من منصبه في يوليو الماضي.
بالإضافة إلى إعفاء قائد “قوة الصواريخ”، وهي الوحدة العسكرية التي تشرف على الترسانة النووية، في يوليو الماضي أيضا، حيث لم يظهر قائدها السابق لي يو تشاو علنًا لأسابيع قبل التغيير، ولم تقدم وسائل الإعلام الرسمية أي تفسير لإقالته.
وكان وزير الدفاع سافر إلى روسيا في 15 أغسطس الماضي لحضور مؤتمر أمني بالقرب من موسكو
وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو(فرانس برس)
وبعد ذلك بيومين، نشرت حكومة بيلاروسيا صورا فوتوغرافية لاجتماع لي مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مينسك.
ثم شوهد لآخر مرة في بكين يوم 29 أغسطس وهو يلقي كلمة رئيسية في منتدى أمني مع الدول الأفريقية.
ليختفي بعدها عن الأنظار، ما دفع السفير الأميركي، الذي انتقد مرارا الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى ثارة التكهنات حول تلك القضية في 7 سبتمبر الجاري.
أشبه برواية رعب
وكتب ساخراً حينها يبدو أن “تشكيلة حكومة الرئيس شي باتت تشبه رواية أجاثا كريستي “ثم لم يبق أحد”، في إشارة إلى الاختفاء الغامض للوزراء واحدا تلو الآخر!
وكان من المقرر أن يحضر لي اجتماعا سنويا حول التعاون الدفاعي تستضيفه فيتنام على حدودها مع الصين ما بين 7 و8 سبتمبر، لكن الاجتماع أجل بعد أن أبلغت بكين هانوي قبل أيام من الحدث بأن الوزير يعاني من “حالة صحية”.
علماً أنه حتى صباح اليوم الجمعة، كانت صورة لي وسيرته الذاتية لا تزالان معروضتين على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الوطني!
يذكر أن لي عين بمنصبه في مارس، وهو مراقب ومتابع بقوة من قبل الدبلوماسيين الغربيين وغيرهم من المراقبين عن كثب لأنه أحد أعضاء مجلس الدولة الخمسة في الصين، وهو منصب وزاري أعلى من منصب وزير عادي!