بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
ويأتي هذا التدهور بعد ستة أشهر من قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعليق التمويل الحيوي لأبحاث وبرامج الاستجابة الوطنية، والذي شمل دعم برامج مكافحة الملاريا والسل والإيدز. وأدى هذا القرار في يناير إلى إضعاف برنامج الدعم الحشري للملاريا في جامعة أفريقيا بمدينة موتاري، الذي يعد المصدر العلمي الرئيسي لبرنامج مكافحة الملاريا الوطني في زيمبابوي.
وكشفت وزارة الصحة أن الحالات التراكمية للملاريا ارتفعت بنسبة 180% خلال الأربعة أشهر الأولى من 2025، في حين ارتفعت الوفيات المرتبطة بالمرض بنسبة 218%، من 45 حالة في نفس الفترة من العام السابق إلى 143 حالة وفاة. حتى 26 يونيو، سجلت الوزارة 119,648 حالة إصابة و334 وفاة بالملاريا.
وتعطلت عمليات توزيع شبكات الناموس المعالجة بالمبيدات، ما أدى إلى تعرض مئات الآلاف للدغات البعوض. وأكدت الوزارة في مايو أن هناك نقصًا في 600,000 شبكة بسبب توقف التمويل الأمريكي، رغم توزيع 1,615,000 شبكة في أنحاء البلاد.
وحذر إيتاي روسيكي، مدير مجموعة العمل المجتمعية للصحة، من أن نقص التمويل يهدد المكاسب التي حققتها البلاد خلال عقدين من مكافحة الملاريا. وقال: “إن التمويل المحلي المستدام ضروري للحفاظ على جهود الوقاية والعلاج. بدون شبكات ناموس وأدوية وقائية للحوامل، ستفقد أرواح كثيرة، وتعطل توفير أدوات الفحص والعلاج الأساسي سيؤدي إلى زيادة الإصابات والوفيات”.
ويشكل الأطفال دون سن الخامسة 14% من مجموع حالات الملاريا. وتعمل زيمبابوي، تماشياً مع أهداف الاتحاد الأفريقي، على القضاء التام على المرض بحلول 2030 عبر رفع وعي المجتمع، ومنع لدغات البعوض، وتعزيز أنظمة المراقبة.
بدوره، أكد الدكتور هنري مادزوريرا، وزير الصحة السابق، أن زيمبابوي بحاجة إلى تعبئة مواردها الذاتية لسد فجوة التمويل، قائلاً: “لدينا ضرائب مخصصة لقطاع الصحة، ويجب استخدامها بحكمة في التوعية والوقاية. لا ينبغي أن نعتمد على المانحين فقط في مكافحة الملاريا، ويجب علاج المرضى مبكراً”.
وفي 2024، قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دعمًا بقيمة 270 مليون دولار لبرامج الصحة والزراعة في البلاد. لكن نائب وزير الصحة، سليمان كويديني، أقر بأن توقف التمويل الأمريكي أثر سلبًا على توفير شبكات الناموس، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى الآن لتولي مهمة الشراء والتوزيع، مع استمرار التزامها بالقضاء على الملاريا بحلول 2030.
وأشار البروفيسور سونغانو مهاراكورا، مدير معهد الملاريا في جامعة أفريقيا، إلى أن التعافي من هذه الخسائر سيتطلب وقتًا، لكنه أعرب عن تفاؤله قائلاً: “إذا حصلنا على التمويل، سنعود بسرعة لتحقيق النجاح في مكافحة المرض”.
وكان برنامج مراقبة البعوض (Zento) في مقاطعة مانيكالاند قد أظهر فعالية كبيرة في الحد من الملاريا، حيث انخفضت الحالات من 145,775 في 2020 إلى 28,387 بعد بدء البرنامج في 2021، ثم إلى 8,035 في 2024، قبل أن تتزايد مرة أخرى إلى 27,212 في 2025 عقب توقف التمويل. وأوضح مهاراكورا أن “عودة الملاريا كانت حادة وتجاوزت الأرقام المسجلة منذ بداية المشروع”.
وتفاقمت أزمة الملاريا هذا العام بفعل الأمطار الغزيرة التي ساعدت على زيادة انتشار البعوض، مما ينذر بتحديات أكبر أمام جهود مكافحة المرض في البلاد.