رئيس الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا، كلاوس مولر، لم يبدِ رغبة في التعبير بوضوح عن أوضاع الطاقة في بلاده على إثر الحرب في أوكرانيا، رغم وفرة الاحتياطات حالياً وانخفاض أسعار الغاز كثيراً مقارنة بالأسعار التي شهدتها هذه المادة في الأشهر الأولى للغزو الروسي.
لعلّ الطقس المعتدل نسبياً الذي هيمن على الأجواء في ألمانيا غالبية أيام فصل الشتاء الحالي، قد ساعد هذا البلد في الاستغناء عن الغاز الطبيعي المورّد من روسيا التي أوقفت، في أعقاب غزوها أوكرانيا، تصدير الغاز لكثير من دول أوروبا، ما أثار طوال فصل الصيف الماضي مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي ونضوب مصادر الطاقة الحرارية للمنازل والمرافق في الشتاء.
لكنّ رئيس الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا، كلاوس مولر، لم يبدِ رغبة في التعبير بوضوح عن أوضاع الطاقة في بلاده على إثر الحرب في أوكرانيا، رغم وفرة الاحتياطات حالياً وانخفاض أسعار الغاز كثيراً مقارنة بالأسعار التي شهدتها هذه المادة في الأشهر الأولى للغزو الروسي.
ويشار إلى أن ألمانيا كانت تستورد من روسيا نصف ما تستهلكه من غاز طبيعي وثلث ما تستهلكه من نفط، لكنّ موسكو قطعت إمدادات الغاز عن برلين في شهر آب/أغطس الماضي، في حين أوقفت ألمانيا استيراد النفط الروسي بداية العام الحالي، وفي سياق مساعيها الحثيثة للحصول على مصادر بديلة للطاقة، استأنفت ألمانيا العمل في محطات إنتاج الطاقة بالفحم الحجري، وأجّلت خططها لإغلاق محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية لديها، كما وسّعت من المساحة التخزينية للغاز الطبيعي المستورد من دولٍ كقطر والولايات المتحدة والنرويج.
ويشير كلاوس مولر إلى أن أزمة الغاز وتداعياتها لم تنتهِ، ذلك أن الأمر محفوف بالقلق، وربما بالمخاطر، خاصة إذا ما تملك المستهلكون والشركات الملل من عادة التقنين التي التزموا بها طوال فصل الشتاء.
ويرى مولر أن ثمة مخاطر قد تزيد أزمة الغاز شدّةً، منها وقوع حادث في أحد خطوط أنابيب الإمداد، أو تعرّض البلاد أو أجزاء منها لموجة صقيع مفاجئة تؤدي إلى انتكاسة في خطط الابقاء على خزّانات الغاز ممتلئة قبل حلول الشتاء المقبل، ولا ريب أن أوروبا تتدرب حالياً على العيش من دون الغاز الروسي الرخيص الذي لطالما غذى اقتصاداتها لعقود من الزمن.
مولر الذي لم يعرّب عن “تفاؤله” بأن يمرّ هذا الشتاء على بلاده دون أن تحتدم أزمة الغاز، رغم أن ألمانيا خفّضت من اسىتهلاك الغاز بنسبة 14 بالمائة في العام 2022، من خلال التقليل من عمل منظمات الحرارة وأيضاً من خلال التحوّل إلى أنواع أخرى من الوقود، وكذلك وقف الإنتاج الصناعي الذي يحتاج إلى كميات عالية من الطاقة.
يقول مولر: “نأمل بأن يتملكنا شعور التفاؤل في أن يستمر عليه الحال هكذا أربعة أو خمسة أو ستة اسابيع، هي ما تبقى من فصل الشتاء الحالي، لكنّ تركيزنا بالفعل مشدودٌ نحو الشتاء المقبل، ونحن بحاجة إلى إعداد كل شيء لنتمكن من عبور حاجز الشتاء المقبل بسلام”.
مولّر الذي أعرب عن ارتياحه من جراء الطقس الشتوي المعتدل نسبياً والذي قلل من استهلاك الغاز المستخدم للتدفئة في البلاد، يقول بنبرة هي أقرب إلى الواقعية منها إلى التشاؤم، يقول مولر مستائلاً: “هل سيكون الشتاء القادم معتدلاً؟”، مستطرداً: “لا أحد يستطيع أن يفتي بأمر ذلك”.
ويجذر بالذكر أن ارتفاع أسعار الغاز كانت أبرز العوامل التي دفعت ولا زالت السكّان والشركات لتخفيض الاستهلاك بهدف خفض التكاليف.
وعلى الرغم من أن أسعار الغاز انخفضت إلى أقل من 50 يورو لكل ميغاواط / ساعة، بعدما كانت وصلت إلى 387 يورو لكل ميغاواط / ساعة في شهر آب/أغسطس، إلا أنها لا تزال أعلى من معدّل سعر الغاز الذي كان عليه خلال المدّة ما بين آذار/مارس 2021 وآذار/مارس 2022، إذ حينها كان سعر الميغاواط / ساعة، 18 يورو.