لا تزال المواجهات مستمرة في بلديات شمالي كوسوفو بين سكان صرب من جهة والشرطة إلى جانب قوات أمن دولية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) من جهة أخرى، وشملت هذه البلديات زفيكان وسفيرنا وليبوسافيتش وزوبين بوتوك وسفيرنا ميتروفيتشا.
وفي تقرير له نشرته صحيفة “إزفستيا” الروسية، يقول فالنتين لوجينوف إن الجيش الصربي في حالة تأهب قصوى على الحدود مع كوسوفو، حيث أدى رؤساء البلديات المنتخبين، يوم 25 مايو/أيار الجاري، القسَم رغم تشكيك الصرب في شرعية التصويت جراء انخفاض نسبة إقبال الناخبين على الاقتراع إلى ما دون 4%.
ويُحذّر السياسيون الصرب من أن الوضع الحالي ينذر ببداية مرحلة ساخنة من الصراع، بينما يتوقع إيفان كوستيك، النائب عن حزب “دورز” البرلماني، أن يلجأ الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى روسيا طلبًا للمساعدة.
المواجهة في كوسوفو
ولا يزال الوضع في كوسوفو يسوده التوتر، وقد تفاقم يوم 26 مايو/أيار الجاري بسبب محاولات قوات أمن كوسوفو الاستيلاء على المباني في 4 إدارات سيطرت عليها بريشتينا بعد الانتخابات التي أجريت في 23 أبريل/نيسان الماضي، والتي فاز بها ممثلو ألبان كوسوفو على خلفية مقاطعة القائمة الصربية الانتخابات.
ويواصل الصرب التصدي للاستيلاء على المباني الإدارية في البلديات في شمال كوسوفو وميتوهيا محاولين استعادة السيطرة عليها، بينما تحظر قوات الأمن الدولية تحت رعاية الناتو اقترابهم منها.
ويزداد الوضع سوءًا في بلديات زفيكان وليبوسافيتش وزوبين بوتوك بعد مطالبة السكان المحليين بإلغاء حظر الوصول إلى المباني الإدارية وسحب شرطة كوسوفو منها ومغادرة رؤساء البلديات الألبان المنتخبين.
وفي المقابل، أدانت الدول -التي تقف إلى جانب بريشتينا في ما يتعلق بقضية تسوية التوتر بين صربيا وكوسوفو- إجراءات بريشتينا. وعليه، دعت المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى وقف التصعيد بشكل فوري.
ومع ذلك، تستعد السلطات الصربية لسيناريوهات مختلفة بعد أن قارن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرجحًا نشوب صراع بين إقليم كوسوفو وميتوهيا ذات الأغلبية الصربية التي تتمتع بالحكم الذاتي.
ويحذر الرئيس الصربي من أن الأسوأ لم يحدث بعد، ويرى أن نشوب صراع كبير محتمل، لأن الصرب مصرون على وقف “الأعمال الاستفزازية” لرئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، وأن هذا الأخير “لن يتراجع أبدًا لأنه يريد ويحلم بأن يكون نسخة عن زيلينسكي”.
وفي خضم الاضطرابات، توجه الرئيس الصربي بخطاب للشعب يوم 29 مايو/أيار محددا الأهداف التي تسعى بريشتينا لتحقيقها.
انتخابات مثيرة للجدل
من جانبه، يقول ألكسندر سيسيلي، نائب رئيس الحزب الراديكالي الصربي، إن جميع أعمال بريشتينا تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وإخراج الطائفة الصربية من كوسوفو وميتوهيا.
ويضيف سيسيلي أن “الدول الغربية الرئيسية التي ترعى ما يسمى استقلال كوسوفو تدعم منذ سنوات تصرفات ألبان كوسوفو وسياسات الفصل العنصري”.
ويرى لوجينوف أن “استفزازات بريشتينا تضاعفت بعد الانتخابات غير القانونية وغير الشرعية التي أجريت في الشمال التي أفرزت ترشح الانفصاليين الألبان لمناصب رؤساء للبلديات الصربية”.
وتعتبر هذه الإجراءات، وفقا للكاتب، ضغطا على صربيا من أجل إرغامها على الاعتراف بكوسوفو، وفي حال تصاعد التوتر، فلن يكون أمام صربيا خيار سوى حماية الصرب في كوسوفو، حسب قوله.
على الجانب الآخر، التقى رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي عضو البرلمان الأوروبي السيدة فيولا فون كرامون مؤكدا أن رؤساء البلديات المنتخبين في خدمة جميع مواطني المنطقة.
وبعد أداء رؤساء البلديات الأربعة الجدد اليمين يوم 25 مايو/أيار، أعلنت القائمة الصربية أنها لن تسمح “باحتلال الشمال” وستحمي نفسها من قمع سلطات كوسوفو بكل الوسائل ابتداء من الأول من يونيو/حزيران المقبل.
وفي ختام التقرير نبه الكاتب إلى أن فوتشيتش في الوقت الراهن بين المطرقة والسندان، أي الصرب والغرب. ومع دعوة زعيم الصرب في كوسوفو، جوران راكيتش، بلغراد إلى تعليق الحوار مع بريشتينا، باتت مسألة تسوية الوضع في كوسوفو موضع شك.