يبدو أن ما يعرف بالـ “sick leave”، أو الاجازة المرضية مهم جداً في كافة قطاعات العمل، إلا أنه الأهم في قطاع المطاعم.
فقد تبين أن العمال المرضى يرتبطون بحوالي 40% من حالات التسمم الغذائي في المطاعم، حسب ما أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
وأوضح مسؤولو الصحة الفيدراليون، أن عمال الأغذية الذين واصلوا العمل أثناء إصابتهم بمرض أو عدوى، ارتبطوا بحوالي 40% من حالات تفشي التسمم الغذائي في المطاعم بين عامي 2017 و2019.
وكانت عدوى نوروفيروس والسالمونيلا التي يمكن أن تسبب مرضًا شديدًا، من الأسباب الأكثر شيوعًا لحوالي 800 حالة تفشي في المطاعم تم الإبلاغ عنها.
أمراض منقولة بالغذاء
وتشير إحصاءات (CDC) والتي نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن حوالي 48 مليون شخص في الولايات المتحدة يصابون سنويًا بأمراض منقولة بالغذاء، بما في ذلك 128 ألف شخص يتلقون العلاج في المستشفى، و3000 شخص يموتون.
ودعا المسؤولون في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى تطبيق سياسات سلامة الغذاء الشاملة بشكل أفضل، والتي تؤكد على التدابير الأساسية المطلوبة مثل غسل اليدين وإبعاد العمال المرضى عن العمل.
وعلى الرغم من أن 85% من المطاعم قالت إن لديها سياسات تمنع الموظفين من العمل أثناء المرض، إلا أن حوالي 16% فقط من السياسات تم تفصيلها بما يكفي لإلزام العمال بإخطار المديرين والبقاء في المنزل إذا كان لديهم أي من الأعراض الخمسة الرئيسية، بما في ذلك القيء والإسهال والتهاب الحلق مع الحمى.
مطاعم اليابان
وقال حوالي 44% من المديرين لمراكز السيطرة على الأمراض إن مطاعمهم لا توفر إجازة مرضية مدفوعة الأجر للعمال.
ويرى خبراء أن المشكلة تكمن في أن العمال في معظم المطاعم مجبرون على الاختيار بين الحرمان من كسب المال أو مواصلة العمل وهم مرضى، أو على حسب ميتزي بوم، الرئيس التنفيذي لمجموعة غير ربحية، فإن هناك ضغطًا اجتماعيًا عليهم بسبب رغبتهم في عدم ترك زملائهم يعانون في ظل نقص العاملين.
وأشاروا إلى أنه قد يكون من الصعب على المستهلكين معرفة ما إذا كان العمال في المطعم مرضى أم لا، ولكن هناك بعض الدلائل التي يجب ملاحظتها جيدًا، كأن يكون العامل يتنفس بصعوبة أو يعاني من ارتفاع درجة الحرارة، أو يعطس، أو يتعامل مع الأواني والطعام دون مراعاة لقواعد السلامة.